قصيدة رائعة للشاعر أبى القاسم الشابى
وَعِشْتَ على الأرضِ مثل الجبال *** جليلاً، غريباً، وَحيد
فَلَمْ تَرتشفْ من رُضابِ الحياة *** ولم تصطبحْ منْ رحيقِ الوُجود
ولم تدرِ ما فتنة ُ الكائناتِ *** وما سحْرُ ذاكَ الربيعِ الوَليد
وما نشوة ُ الحبّ عندَ المحبِّ *** وما صرخة ُ القلبِ عندَ الصّدودْ
ولم تفتكرْ بالغدِ المسترابِ *** ولم تحتفل بالمرامِ البعيدْ
وماذا يُرجِّي ربيبُ الخلودِ *** من الكون-وهو المقيمُ العهيد-؟
وماذا يودُّ وماذا يخافُ *** من الكونِ-وهو المقيمُ الأبيد-؟
تأمَّلْ..، فإنّ نِظامَ الحياة ِ*** نظامُ، دقيقٌ، بديعٌ، فريد
فما حبَّبَ العيشَ إلاّ الفناءُ *** ولا زانَهُ غيرُ خوْفِ اللحُود
ولولا شقاءُ الحياة ِ الأليمِ *** لما أدركَ النَّاسُ معنى السُّعودْ
ومن لم يرُعْه قطوبُ الديَاجيرِ *** لَمْ يغتبطْ بالصّباح الجديدْ
معانى الكلمات
تبرمت بالعيش = مللت العيش
رُضابِ = الريق
زانه = زينه و جمله
يرعه = يخيفه
السعود = السعادة
قطوب = لها اكثر من معنى الاول الشدة و الثانى العبوس (التكشير بلغتنا المصريه) و توحى بالكآبه
دياجير = ظلمات
دياجير = ظلمات
قطوب الدياجير تعنى شدة الظلمه مع كآبتها
يغتبط = يسعد و يفرح
الشرح و التفسير
يقول الشاعر أن الإنسان يخاف الفناء و مع ذلك فأنه يمل الخلود و يصف حال الإنسان على الأرض و يشبهه بأنه مثل الجبال جليل أى عظيما و لكنه غريبا ووحيدا ويقول انه لم يستفد شيئا من الحياه ولا وجوده فيها وأن علمك فى هذه الدنيا قاصرا فإنك حتى لا تستطيع تفسير ما تجرى من حولك من احاسيس و مشاعر حب و كراهيه
ويسأل الشاعر ماذا يمكن أن يامل الإنسان من الكون و هو المقيم الأبدى
و يتأمل الشاعر الحياة و نظامها الدقيق البديع الفريد و يقول أن جمال الحياة لدينا يأتى من توقع الموت و الفناء و خوفنا من اللحود و القبور
و يقول كذلك لولا شقاء الحياة ما ادركنا معنى السعاده
ويقول كذلك من لم يخاف الظلام لا يستطيع ان يفرح بمقدم الصباح
ارجو ان تكون القصيده قد أعجبتكم
شكرا لكم
منال رأفت
منال رأفت
شكرا لذوقك و اتمنى ان تشاركنى الرأى دائما
ردحذففى إنتظار تعليقاتك
شكرا لك