11/28/2012

صلاح جاهين الذى لا نعرفه ؟

بالرغم من أن صلاح جاهين كان من اكثر الشعراء المعاصرين مواكبة للأحداث السياسيه فى مصر, إلا أن كلماته فى الحياة و الحب كانت تمس القلوب و تبهر العقول فكانت السهل الممتنع .و كانت تنساب فى سلاسه و رقه دون تكلف .

صلاح جاهين 

و هو أحد أعظم شعراء العامية في مصر، وقد اعتبره النقاد امتدادا للشاعر الكبير بيرم التونسي ورغم مرور أكثر من 25 عاماً على رحيله إلا أن أعماله ما زالت تتحدث وتعبر عن كل ما يمر به الوطن من أحداث، واستطاعت قصائده أن تلخص كل القضايا التي عاصرها وتوقعت مسار الأحداث في مصر التي عشقها حتى النخاع.


كتب جاهين الشعر فعبر عن أفكار البسطاء خاصة رباعياته الشهيرة ورسم الكاريكاتير فكانت رسوماته مؤثرة للغاية، لدرجة أنها تسببت أكثر من مرة في أزمات سياسية عديدة كان أبرزها اختلافه مع الشيخ الغزالي عند مناقشة مشروع الميثاق في عام 1962، فاستباح طلاب الأزهر دمه وتظاهروا وتجمهروا أمام صحيفة الأهرام التي كان يعمل بها -آنذاك.

مولده و نشأته

نشأ صلاح جاهين فى بيت وطني فقد ولد صلاح جاهين في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر عام 1930، بحي شبرا بالقاهرة، ونشأ وسط جو يشجع على الإبداع فجده هو المجاهد الوطني أحمد حلمي محرر جريدة "اللواء"، وعضو الحزب الوطني، ورفيق كفاح الزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد، أما الأب فهو بهجت أحمد حلمي، وكيل النيابة صاحب المواقف الوطنية أيضاً.

أصدر ديوانه الأول "كلمة سلام" عام 1955، ثم ديوانه الثاني "موال عشان القنال" عام 1957، ولم يكتف بذلك بل امتدت قدراته الإبداعية لكتابة الأغاني والأفلام بل وإلى التمثيل فكتب سيناريو فيلم "خلي بالك من زوزو" والذي يعتبر أحد أكثر الأفلام رواجا في السبعينيات إذ تجاوز عرضه حاجز 54 أسبوع، وكتب أيضا فيلم "أميرة حبي أنا"، "شفيقة ومتولي"، و"المتوحشة"، وقام بالتمثيل في "شهيد الحب الإلهي" عام 1962 و"لا وقت للحب" عام 1963 و"المماليك" 1965 و اللص و الكلاب.

رغم إنتاجه الفني الغزير، إلا أن قمة أعماله كانت الرباعيات التي كان يحفظها معظم معاصريه عن ظهر قلب ولحنها رفيقه الملحن الراحل سيد مكاوي وغناها الفنان علي الحجار وكان أجمل ما فيها أنها تحدثت إلى البسطاء قبل المثقفين.

بدأت "الرباعيات" في الظهور بشكل أسبوعي على صفحات مجلة " صباح الخير" بدءا من عام 1959، وتوقفت عند انتقال الشاعر للعمل رساما للكاريكاتير بصحيفة "الأهرام"، ثم عاد لكتابتها مع عودته مرة أخرى إلى المجلة رئيسا للتحرير بين عامي 1966 و 1967، ثم توقف بعد ذلك ولم يكتب منها إلا عددا يسيرا.

علاقتة الخاصة مع الفنانة الراحلة سعاد حسني




ارتبط صلاح جاهين بعلاقة خاصة جداً مع الفنانة الراحلة سعاد حسني، حتى أن بعض النقاد أكدوا أن هناك خيطاً رفيعاً غير واضح ومعلوم يربط بينهما وقد تعرف جاهين على سعاد أثناء وجوده بموسكو في رحلة علاج وكان معها وقتها زوجها المخرج علي بدرخان وكذلك الفنان عزت العلايلي ومنذ الوهلة الأولى أصبح جاهين بمثابة الأب الروحي لها ولم تكن تقدم على خطوة قبل استشارته. وحققت معه نجاحات منقطعة النظير ظهرت بوضوح من خلال فيلمي "أميرة حبي أنا " ، " خللي بالك من زوزو" ، ثم أول وآخر مسلسل تلفزيوني لها "هو وهي"

كان جاهين ينظر للحب بصورة مختلفة، فيري أنه هو الاستقرار الذي يتم من خلال الزواج، ولذلك تزوج مرتين باحثاً عن الاستقرار والحب، فتزوج للمرة الأولى من "سوسن محمد زكى" الرسامة بمؤسسة الهلال عام 1955 وأنجب منها بهاء وأمينة جاهين، ثم تزوج من الفنانة "منى قطان" عام 1967 وأنجب منها أصغر أبناءه.كانا صديقين في البداية واستمرت صداقتهما لمدة ثلاث سنوات تقدم بعدها لخطبتها وكان متزوجاً فشعرت منى قطان بالذنب خوفاً أن تكون سبباً في هدم كيان أسرة، ولكنه كان قد قرر الانفصال عن زوجته الأولى. فتمت الخطبة رسمياً في صيف 1966، وكان من أسعد أيام صلاح جاهين، وفى هذا اليوم استوحى فكرة الأغنية الوطنية "صورة". ثم بدأت التحضيرات للزواج، وخلال تلك الفترة كان صلاح يشعر بالقلق، وتحققت مخاوفه وحدثت نكسة 1967.

صلاح جاهين و هزيمة 1967

جاءت هزيمة 1967 لتكون بمثابة الضربة القاضية لـصلاح جاهين، فأصيب بعدها بالاكتئاب الذي لازمه حتى وفاته، وخلال هذه الفترة توقف جاهين عن كتابة الأغاني الوطنية؛ حيث اعتبر نفسه مشاركاً في الهزيمة بأغانيه وأشعاره شديدة التفاؤل والحماس للثورة ولزعيمها جمال عبد الناصر، فلم يكن محباً لعبد الناصر فقط، بل كان مبهوراً به يراه قادراً على تحقيق ما لم يستطع أي زعيم وطني آخر تحقيقه.

ولكنه استعاد توازنه وكتب من وحى حرب الاستنزاف "الدرس انتهى" بعد الهجوم الإسرائيلي على مدرسة بحر البقر، و"عناوين جرانين المستقبل" إثر الهجوم الإسرائيلي على مصنع أبو زعبل، ثم جاءت وفاة الزعيم جمال عبد الناصر لتزيد من أحزانه.

استمر الشاعر صلاح جاهين في إبداعاته وكان من أشهرها أوبريت الليلة الكبيرة" الذي يعتبر أعظم ما قدمه مسرح العرائس من تلحين سيد مكاوي ثم توالت أعماله الأدبية والفنية إلى أن توفي في يوم 21 أبريل عام 1986 تاركا وراءه ميراثا من الإبداعات الخالدة.

شكرا لكم
منال رأفت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكل من ترك تعليقا

إبحث فى الويب مع جوجل

Custom Search

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

التسجيل

ادخل بريدك الإلكترونى و احصل على احدث المواضيع:

Delivered by FeedBurner