7/03/2012

السلوكيات و المرور فى باريس *** باريس كما رأيتها بعينى *** الجزء الثانى

لما كانت هذه هى المرة الأولى التى أزور فيها باريس بلد الجن و الملائكة و لما رأيته من مظاهر حضاريه رائعة قررت أن انقلها لأهلى فى مصر وكل العالم العربى إذا كنا نبحث عن التغيير فيجب أن يكون التغيير للأفضل و يجب ان يكون التغيير بداخلنا أولا و أن نبدأ بانفسنا و هذا هو بعينه لب ديننا الحنيف فهو دائما يأمرنا ان نبدأ بأنفسنا ثم من نعول و كما نعلم ان العالم يبدأ بالأسرة الصغيرة التى تتسع لتصبح بلد ثم تمتد لتشمل العالم .
و كفانا كل هذه السنون من التأخر الحضارى و السلوكى و هيا بنا نبدأ من انفسنا و مع أنفسنا و أهلينا و أصدقائنا .

أول شئ لاحظته هو ان نظرى قد تحسن كثيرا بمجرد نزولى من الطائرة و خروجى من المطار ؟! لا تستغربوا هذا ليس سحرا و لكنى إكتشفت أن نظرى لم يكن سيئا بل الجو و تلوث البيئه حولنا هو السبب فقد كنت ارى كل شئ و كأن هناك ضبابا فى الرؤيه و كان هذا طبعا بسبب التراب المعلق فى الجو لدينا و ما ساعدنا نحن عليه من تلوث للبيئه المظلومه معنا .

أما هنا فكأن كل شئ نظيف و لامع بسبب الجو النظيف و النظر صافى و كل شئ واضح .و طبعا هناك عوامل كثيرة على هذا .أولها فضل الله سبحانه عليهم الذى اعطاهم جبال مزروعه حول المدينه مما يشكل سياجا أخضرا حولها .
صورة من الشانزلييزيه أكبر شوارع باريس
و لم يكتفى السكان بهذا بل أنهم زرعوا البلد كلها و المنازل و الشبابيك و البلكونات بمختلف الورود و تجد الأشجار فى البلكونات !! نعن الأشجار و ليس الشجيرات الصغيره و الزهور فقط و تجد أسطح المنازل و كأنها غابات صغيرة .


البلكونات و الشبابيك المزروعه

و حين تمشى فى الشوارع تمشى بين الأشجار الطويلة و المعمرة و التى تعمل كمصدات للاتربه و تضفى رائحة جميله على لشارع بأكمله فحين تمشى تشم رائحة الزهور فى الشوارع و كأنك فى حديقه غناء جميله مزهرة .
   
و لنبدأ بالتعرف على البلد و سلوكيات سكانها و جعلت السلوكيات البدايه لأنها بيدنا و سهل أن نفعلها و لا تتطلب حكومه و لا اموال و لا غير ذلك من المعوقات .
أول ما يقابلك فى باريس بالطبع سكانها رأيت فيها الوجوه الطيبه المبتسمه دائما للزائرين كلهم مجامل و متعاون بقدر ما يستطيع و بدون مقابل و قد يتطوع البعض لمساعدتك إذا شعر بأنك تجهل المكان و لاحظ إرتباكك . من أول وهله سوف لا تشعر بالغربه بينهم و خاصة إذا كنت تعرف لغتهم و هى اللغه الفرنسيه بالطبع.
أما إذا كنت مثلى لا تعرف سوى اللغة الإنجليزيه فسوف تقابلك بعض المشاكل ليس مع الناس بالطبع و لكن لأن غالبية الناس لا تعرف اللغة الإنجليزية و لا يستطيعون فهم ما تقول إلا انهم يحاولون شرح ما يقولون لك بلغتهم و بالإشارة لعلك تفهم و يضايقهم هذا جدا بالطبع . 
و أهم شئ و اجمل شئ أنهم لا يتدخلون فى تصرفاتك طالما أنك لم تفعل شئ مخالفا للقانون فكل إنسان فى طريقه و حاله كل شخص يفعل ما يريد و يلبس ما يريد و يأكل و يشرب ما يريد فهم لا يعتدون على حرية بعضهم طالما ان أحدا لم يخالف القانون كما اشرت سابقا . بل أنهم حتى لا يلتفتون إليك فإفعل ما تريد إجلس على الأرض على الهواء لا يهم فقط لا تؤذى أحدا.
الناس هنا حركتها سريعة جدا لو خرجت فى الصباح الباكر فى السابعه او الثامنه لوجدت كل الناس تجرى لتذهب لعملها و هم يستقلون الأتوبيس و المترو و القطار- حيث أن التاكسى الخاص غالى الثمن جدا- كل الناس حولك تجرى و الجديه على وجوههم فهم ذاهبون لعملهم . فهم يعملون بحق و يخلصون فى عملهم بجديه و تمنيت لو أرى هذا فى بلادنا.
و لكنك تجدهم حين يجلسون لتناول طعامهم فى وقت راحتهم أو بعد إنتهاء عملهم لا يسرعون كثيرا و يتناولون طعامهم فى إستمتاع مع الحديث الممتع فهم يعطون كل شئ حقه .
من أجمل سلوكيات الناس هنا النظام فهم منظمون و لا يعتدون على الأسبقية و يقفوا فى صفوف منظمة دائما و فى كل شئ حتى التاكسى لا يتدافعون و أذا حدث تدافع بالخطأ تجدهم يعتذرون .
و من أجمل ما رأيت و اعتبره سلوكا شخصيا للناس هو لون العمارات التى حافظوا عليها من القرن التاسع عشر فالمدينه كلها بيضاء العمارات كلها بيضاء و لكن سور و حديد البلكونات و الشبابيك أسود فى كل المدينه بقسميها الجديد و القديم.

أما عن المرور فالإشارات تقع على أبعاد صغيرة و نادرا ما تجد نفسك تعبر طريق و لو يكون ضيق جدا مثلا6 - 8  أمتار إلا و به إشارة لعبور المشاة يحترمها كل الناس إلا القليل منهم و الذى تقابلهم فى كل مكان الذين يمَّلون النظام و لا يصبرون عليه.
السيارات تقف فى الإشارة حتى و إن خلت من المارة و تقف لعابر الطريق إذا وجد لأى سبب ما كأن يكون كبير فى السن أو جاهل بالطريق .
و تسيرالسيارات دائما فى الحارات الخاصه بها فى خطوط و لا تخرج من حاراتها إلا لضرورة أو لتخطى السيارات التى أمامها فى الأماكن المسموح لها فيها بالتخطى.     
مر وقت كانت فيه باريس من اكثر دول العالم إزدحاما و تلوثا حتى انهم كانوا يجعلون يوما للسيارات ذات الأرقام الزوجيه واليوم التالى للسيارات ذات الأرقام الفرديه و لكنهم تداركوا هذا فتجد الشباب الآن يركبون الدراجات البخاريه المجهزة و الدراجات العاديه كذلك مما ادى إلى انسيابيه كبيرة فى الشوارع فالسياره الواحدة تكفى لمكان مايقرب من 4 دراجات بخاريه او عاديه , و تركوا ركوب السيارات للعائلات و إستخدموا كذلك السيارات الصغيرة لراكِبَين (2 راكب ) للأسر الصغيرة.

تستطيع أن ترى فى الصورة السيارة الصغيرة (2 راكب)و الدراجه البخاريه و عبور المشاة (المارة على الخطوط و السيارات لا تلمس الخطوط)


صورة مقربة للسيارة الصغيرة


كما ترون فى الصورة منتهى النظام و النظافة و كل واحد فى طريقه.
إمتى نشوف مصر كدة؟ يا رب
  
ارجو أن أكون قد وفقت فى إعطائكم فكرة عن المظهر العام لباريس

شكرا لكم
منال رأفت 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكل من ترك تعليقا

إبحث فى الويب مع جوجل

Custom Search

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

التسجيل

ادخل بريدك الإلكترونى و احصل على احدث المواضيع:

Delivered by FeedBurner