6/13/2011

قصيده المساء لخليل مطران كامله *** مع معلومه عن الشاعر و القصيدة و معانى الكلمات و الشرح

لخليل مطران "شاعر القطرين " مصر و لبنان 

خليل مطران

 داء ألـــــــــم فيـــــــــــه شفــــائي من     صـــــــــبوتي فتضاعفت برحــــــــــائي
 يا للضـــــــــعيفين استبدا بي وما في      الـــــظلم مثل تحــــــــــــكم الضعــــــفاء
 قلب أذابـــــته الصبـــابة والجـــــوى      وغلـــــــــــــــة رثـــــــــــــة من الأدواء

 والروح بيـــــنهما نســـــــيم تنهد في      حالي التصــــــويب و الصعـــــــــــــداء
 والعقـــــل كالمصبـــاح يغشى نــوره       كـــــــدري ويضعفه نضوب دمائـــــي


المقطع الثاني :

 إني أقــــمت على التعلة بالمنى في       غربة قــــــــــــــالوا تكـــــــــــــون دوائي
 إن يشف هذا الجسم طيب هوائــها        أيــــــلطف النــــــــــيران طيب هــــــواء
 عبث طوافـــــــي في البلاد وعلـــة         فـي عــــــــــلة مــــــــنفاي لاســــــتشفاء
 متــــفرد بصــــــــــبابتي, متـــفرد         بكـــــــــــآبتي , متفـــــــــــــرد بعنـــائي


المقطع الثالث :


 شاك الى البحر اضطراب خواطري        فيجـــــــــــيبني برياحـــــــــــه الهوجاء
 ثاو على صخر أصــــــــم وليت لي       قلـــــــــــبا كهــــــــذي الصخرة الصماء
 ينتابها موج كموج مكــــــــــــارهي        ويفـــــــــــتها كالسقم في أعضـــــــــائي
 والبحر خفاق الجوانــــــــــب ضائق        كمدا كصدري ساعة الإمســـــــــــــــــاء
 تغـــشى البرية كــــــــــــدرة وكأنها        صـــــــــــــــــعدت الى عيني من أحشائي
 والأفق معتكر قريـح جفـــــــــــــــنه        يغضي على الغمرات والأقـــــــــــــــــذاء
 يا للغروب وما به من عــــــــــــبرة        لــــلمستهام وعبرة للرائـــــــــــــــــــــــي
 أوليس نزعا للنهار وصرعــــــــــة         للشـــــــــــــــــــــــمس بين مآتم الأضواء
 أوليس طـــــــــــــمسا لليقين ومبعثا        للشك بين غلائل الظـــــــــــــــــــــــلماء ؟
 أوليس محو للوجــــــــود الى مـدى        وإبـــادة لمعـــــــــــــــــــــــــــالم الأشياء ؟
 حتى يكون النور تجديدا لــــــــــها        ويكون شبــــــــــــه البعث عود ذكـــــــــاء


المقطع الرابع :

 ولقد ذكرتــــــــــــك والنهار مودع        والقلــــــــــــــــــــــــب بين مهابة ورجاء
 وخواطري تبدو تجاة نواظــــــــري        كلمى كداميـــــــــــــــــــة السحاب إزائي
 والدمع من جفني يسيـل مشعشعـــــا         بسنى الشعــــــــــــــــاع الغارب المترائي
 والشمس في شـــــــفق يسيل نظاره        فوق العقــــــــــــــــــيق على درى سوداء
 مرت خلال غمامتين تحــــــــــــدرا        وتقطرت كالدمعــــــــــــــــــــة الحـــمراء
 فكأن آخر دمعــــــــــــــــة للكون قد        مزجت بآخر أدمعـــــي لرثــــــــــــــــائي
 وكأنني آنست يومــــــــــــــي زائلا         فـــــــــــــــــــرأيت في المرآة كيف مسائي 


معاني الكلمات :


  • صبوتي : مرحلة الفتوة      
  •  وبرحائي : الشدة والأذى الشر .
  • الصبابة : الشوق والولع الشديد    
  • والجوى : تطاول المرض    
  •  وغلالة : شعار يلبس تحت الثوب أو تحت الذراع والجمع غلائل .
  • الكدر: الغم .
  • التعلة: التلهي بشيء عن شيء .
  • الريح الهوجاء : سريعة الهبوب .
  •  ثاو : مقيم 
  •  والصماء : الصلبة الملساء .
  • ينتابها : يصيبها مرارا وتكرارا      
  •  ويفتها : يحطمها وينهيها    
  • السقم  :المرض


  • كمدا : الحزن والغم الشديد .
  •  معتكر :مظلم ومغبر    
  •  وقريح : جريح    
  •  ويغضي : يطبق جفنه      
  •  والغمرات : الشدائد      
  •  والأقذاء: جمع قذى : وهو ما يقع في العين فيؤلمها.
  •  المستهام : شديد الحب  
  • وعبرة بفتح العين دمعة
  • وبكسرها فائدة وعبرة ودرس في الحياة .
  • نزعا : موتا ونهاية 
  •  وصرعة : الصرعة الطرح على الأرض.
  • عود ذكاء : الذكاء اسم علم للشمس   وعود بفتح العين : رجوع , والمقصود رجوع الشمس بعد الغياب .
  • كلمى : جريحة   , ودامية السحاب : السحابة الحمراء.
  • مشعشعا : ممزوجا  
  • السنى : الضوء
  • الغارب المترائي : الذي يميل للغروب ولايزال بعضه يتراءى ويظهر.
  • النظار : الذهب
  • العقيق : جحر أحمر من الاحجار الكريمه
  • والذري : السحب المرتفعة كالجبال السوداء .
  • غمامتين : سحابتين   
  • وتقطرت : سالت قطرات .
  • آنست : أبصرت . 

مناسبة القصيدة : في عام 1902 م مرض خليل مطران , وانتقل من القاهرة الى الإسكندرية للاصطياف والاستشفاء , ظانا أن هذا يشفيه من علة أصابته , ومرض آلمه , ولمن شجونه تضاعفت , فأخذ يبث شكواه في هذه القصيدة الرائعة وهو جالس ينظر الى البحر وغروب الشمس , مقارنا حالته بحالة المساء في أسلوب شعري تميز بقوة العاطفة وصدق الوجدان


التعريف بالشاعر : هو خليل عبدة يوسف مطران ولد في بعلبك "بلبنان " عام 1871 م , وتعلم بالمدرسة البطريكية ببيروت , وسكن مصر , فتولى تحرير جريدة "الأهرام " بضع سنين , ثم أنشاء " المجلة المصرية " وبعدها جريدة "الجوانب المصرية " .
وترجم كتبا عدة , ولقب بشاعر القطرين "لبنان ومصر" , وكان يشبة الأخطل بين حافظ وشوقي , وهو شاعر عميق المعاني , من كبار الكتاب , وله اشتغال بالتاريخ والترجمة , وقد شبهه المنفلوطي بابن الرومي , وكان غزير العلم بالأدبين العربي والفرنسي , رقيق الطبع , له ديوان شعر مطبوع في أربعة أجزاء , توفي بالقاهرة عام 1949 م .
تأثر الشاعر بعدة عوامل داخلية وخارجية تظهر في اتجاهات الشاعر الشعرية ,,,


عاش في بيئة محبة للشعر وللأدب , فأستاذة إبراهيم اليازجي , المعروف بحسن اللغة وإطلاعه على الثقافات العالمية في باريس وأمريكا ومصر , وإتقانه للغة الإنجليزية والتركية والفرنسية والإنجليزية , فتأثر مطران بالتيارات الفكرية و العالمية , ناهيك بأن عملة في الترجمة اكسبه ثقافة عالمية واسعة .


عايش مطران مدرستين معروفتين وتأثر بهما : المدرسة البرناسية التي تعتني باللغة من منطلق مبداء الفن للفن , والمدرسة الرومانسية التي تعتمد الوجدان و والميل الى الطبيعة والتعلق بها بغلاف حزين كئيب كما هو واضح في القصيدة "المساء "


 تأثر بعوامل نفسية وحياتية , إذ نشأ منذ صغرة محبا للجمال والطبيعة , كارها الظلم , والتسلط , والقهر , متميزا بحس مرهف وتفكير رصين وحب للحرية وولوع بالعلم والثقافة , كل هذا دفع الشاعر الى الأتجاة نحو التجديد في الشعر .


شكرا لكم 
منال رأفت

هناك تعليقان (2):

شكرا لكل من ترك تعليقا

إبحث فى الويب مع جوجل

Custom Search

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

التسجيل

ادخل بريدك الإلكترونى و احصل على احدث المواضيع:

Delivered by FeedBurner