أوصى الرسول صلى الله عليه و سلم الرجال بالنساء خيراً فى عدة مواقف.
و لنا فى رسول الله أُسوة حسنة, و لى هنا رؤية مع رفقا بالقوارير.
|
رفقا بالقوارير |
و قصة هذا الحديث
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَكَانَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ يَحْدُو فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ ( رواه البخاري ومسلم )
وفي رواية للبخاري ( فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْفُقْ يَا أَنْجَشَةُ وَيْحَكَ بِالْقَوَارِيرِ )وكان النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقصد الصحابيات اللاتي يركبن الجمال.
كان انجشة حادي أي يقود الإبل بصوت جميل و كلمات شعرية ( كأنه يغنى) فكانت الابل تسرع و تهتز طربا عند سماعها هذا الحداء
و هنا رؤيتان لمعنى الحديث
الرؤيه الأولى: أن الرسول صلى الله عليه و سلم خاف على النساء ان تفتتن بصوت أنجشه, الذى كان يحدو بهن وينشد شيئا من القريض والرجز وما فيه تشبيب. فلم يأمن أن يفتنهن ويقع فى قلوبهن حداؤه. فأمره بالكف عن ذلك.
معانى الكلمات
القريض: الشعر
الرجز: الإنشاد
و التشبيب هو الشعر الغزلى
الرؤية الثانية: المراد بها الرفق فى السير و أن الرسول صلى الله عليه و سلم خاف على زوجاته من سرعة الإبل لأن النساء يضعفن عند شدة الحركة ويخاف ضررهن وسقوطهن. فقال ماقال بأبي هو وامي صلى الله عليه وسلم.
و لإستعمال تعبير القوارير هنا عدة معانى:
سمى النساء قوارير لضعف عزائمهن، تشبيها بقارورة الزجاج لضعفها وإسراع الانكسار إليها.
فالأنثى كالقارورة لا تتحمل العنف والقسوة .. .. وإن حصل ذلك فهي معرضة لـ (التحطم) .. ..
وبعض القوارير إذا تحطمت أصدرت صوتا ً خفيفا ً .. ..
وبعضها الآخر تتحطم بصمت .. .. وهذا مؤلم .. ..
ونوع يتحطم بألم فتصدر إزعاجا ً لا مثيل له .. ..
كما هو حال الإناث .. ..
ولكن هناك فرق .. .. فالقوارير إذا تحطمت لا تصلح للاستخدام .. .. فهي لا تتجمع وتتلاحم بل تبقى مبعثرة .. ..
أما الأنثى إذا تحطمت تستطيع أن تلملم جراحها .. .. وتجمع أشلائها وقد تسامح من تسبب فى تحطمها .. .. وذلك لرقة قلبها وعاطفتها التي لا تضاهيها عاطفة .. ..
ما أروعهن فأرجوكم رفقاً بالقوارير
الرمز فى معنى القوارير
و القوارير هي الزجاج
*** كلنا نعلم ان الزجاج يصنع عن طريق النار وهو المعدن الوحيد الذي لا يلزم طرقه ليتشكل ويلزم من يصنعه الرقه والهدوء والنفخ الهادئ ليتشكل بطريقه جميله ورائعه وكما يشاء صانعه ، وان حصل وعومل بالعنف وبالقوة فانه ينزع ولم يعد صالح للصنع والتشكيل.
*** وكلنا يعلم ان الزجاج سريع الكسر ويلزم معاملته خاصه لانه اذا انكسر لن نقدر على اصلاحه واعادته كما كان.
اذا فقد شبه الرسول الكريم النساء بالزجاج لانهن مثله قلبا وقالب ، فهي مثل الزجاج في تشكيله تحب ان تعامل باحترام وان تراعى مشاعرها ، فان احببت ان تحبك النساء فعاملهن باحترام، ويكفي ان الرسول الكريم قال رفقا بالقوارير
تعليقى الخاص
هنا ملمح رائع فى القصة أن الرسول صلى الله عليه و سلم خاف أن تفتتن النساء بالغناء - و الغناء فقط - فإتقى الله ايها الرجل فى النساء ولا تبادئهن بالكلام الناعم الذى قد يكون سببا فى ولعهن بك فقلب المرأة أرق من أن يقاوم مثل هذه الكلمات الرقيقة الحانيه التى قد تعنيها انت أو لا تعنيها.
فهناك رجال تتقرب من النساء بالكلمات الحانيه الرقيقة و إذا تعلق قلب المرأة بهم لاموا عليها هذا التعلق و ربما الحب و قد يصفون هذا الحب بالحب المحرم و قد تناسوا أنهم السبب فى هذا التعلق و هذا الحب.
ليس من الرحمة أن تكسر قلب فتاه أو امرأة أحبتك.ليس من الرحمة أن تعلقها بك ثم تتخلى عنها.
و هنا أيضا مفتاح صغير القاه الرسول الكريم لكم يا معشر الأزواج ...، ان احببت ان تطيعك زوجتك بكل شيء فعليك ان تحسن معاملتها وتامرها وكانك تطلبها معروفا وعليك ان تراعي مشاعرها عند الغضب فغضب المراة اعمى من غضب الرجل وغالبا لا تندم عليه لان الذي اغضبها لم يراعي شعورها، وعليك ايضا ان تعي انها غيور من كل شيء فيكفي ان تقول فلانه حتى يشتعل قلبها غير وان وافقتك بالرأى ،وإعلم أن المرأة إذا جرحت من إنسان تكن له التقدير والحب فمن الصعب جدا ان تعيد النظر في مكانته في قلبها ونفسها مرة اخرى.
ولا يسعني إلا أن أقول يا معشر الرجال رفقا بالقوارير ..
شكرا لكم
منال رأفت