‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشيخ على جمعه. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشيخ على جمعه. إظهار كافة الرسائل

12/30/2014

فى ذكرى مولد الرسول ... اوصاف النبى صلى الله عليه و سلم ... للدكتور على جمعة

تهنئة من القلب بحلول مولد سيد المرسلين صلوات الله و سلامه عليه و على آله و صحبه اجمعين.
بهذه المناسبة الجليلة أنقل لحضراتكم عن مولانا الدكتور على جمعة اوصاف النبى صلى الله عليه وسلم ...


1 - لرؤية جمال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أثر كبير في ارتقاء الناس في الدنيا والآخرة, فبرؤيته يرقى العبد في مراقي العبودية إلى الله مدارج لا يعلمها إلا الله, ومن هذا ما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يسمى الصحابي بهذا الاسم إلا بلقائه رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتماعه بجسده الشريف, وإن كان معه في عصره فقط لا يعتبر صحابيا. فقد ارتفع الصحابة منزلة على رءوس العالمين بسبب اجتماعهم به صلى الله عليه وسلم, ورؤيتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم والنظر إليه, وكذلك كانت رؤية صورته الشريفة في المنام من أكبر منن الله على المسلم الصادق إذ يقول صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني (أخرجه البخاري ومسلم).
وقد تعجب أصحابه من جماله, ومدح ذلك الجمال فيه صلى الله عليه وسلم, فقد قال حسان بن ثابت:

وأجمل منك لم تر قط عيني
* وأكمل منك لم تلد النساء

خلقت مبرءا من كل عيب
* كأنك قد خلقت كما تشاء


2 - كان هذا الجمال المغطى بالجلال, والمكسو بجميل الخصال وحميد الخلال سببا في دخول الإيمان قلب كل صادق غير متبع لهوى ص. وكان أصحابه يعظمونه ويهابونه ويقومون لهذا الجمال والجلال تأدبا منهم, وعجزوا عن ترك القيام برغم أن النبي صلي الله عليه وسلم نهاهم عن ذلك القيام أخرجه أبو داود في سننه لشدة جماله وبهائه صلى الله عليه وسلم فقال حسان:

قيامي للحبيب علي فرض
* وترك الفرض ما هو مستقيم

عجبت لمن له عقل وفهم
* ويرى ذاك الجمال ولا يقوم

3 - رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى تصوره وتخيله, وهذا لا يكون إلا إذا علمت أوصافه وشمائله, ولم يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرون لما كان يعلوه صلى الله عليه وسلم من الجلال, فكانوا لا يستطيعون النظر إلى وجهه الكريم, فقد وصفته أم معبد, وهند بن أبي هالة, وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم, فأما حديث أم معبد فتقول: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة, أبلج الوجه مشرق الوجه لم تعبه نحلة نحول الجسم ولم تزر به صعلة والصعلة صغر الرأس, وخفة البدن ونحوله وسيم قسيم حسن وضئ في عينيه دعج شدة السواد وفي أشفاره وطف طويل شعر الأجفان وفي صوته صهل بحة وحسن وفي عنقه سطع طول وفي لحيته كثاثة كثافة الشعر أزج أقرن حاجباه طويلان ورقيقان ومتصلان إن صمت فعليه الوقار, وإن تكلم سماه وعلاه البهاء, أجمل الناس وأبهاهم من بعيد, وأجلاهم وأحسنهم من قريب, حلو المنطق, فصل لا نزر ولا هذر كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا بالكثير, كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن, ربعة لا تشنؤه من طول, ولا تقتحمه عين من قصر ربعة ليس بالطويل البائن ولا القصير غصن بين غصنين, فهو أنضر الثلاثة منظرا, وأحسنهم قدرا, له رفقاء يحفون به, إن قال أنصتوا لقوله, وإن أمر تبادروا لأمره, محشود محفود عنده جماعة من أصحابه يطيعونه لا عابس ولا مفند غير عابس الوجه, وكلامه خال من الخرافة (رواه الطبراني في الكبير). وفيما يلي نذكر تفاصيل حسنه صلى الله عليه وسلم ووصف جسده, كل جزئية بأثر خاص بها, حتى نتخيل صورته الشريفة عسى الله أن يرزقنا رؤيتها في الدنيا والآخرة.


4 - كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس في كل شيء, وقد تكلم أصحابه عن حسنه في الأحاديث المختلفة نذكر منها: ما وصفه به أصحابه رضي الله عنهم إذ قالوا: (فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها, وأحسنهم خلقا, ليس بالطويل البائن, ولا بالقصير) أخرجه السيوطي في الجامع الصغير وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه, حتى كأن وجهه صلى الله عليه وسلم قطعة قمر. (أخرجه البخاري ومسلم) كان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل الشمس والقمر وكان مستديرا أخرجه مسلم في صحيحه.

منقول من صفحة مولانا العالم الجليل بالفيس بوك

نقلته لكم 
منال رأفت

10/29/2014

صفات لا يحبها الله سبحانه و تعالى ... للدكتور على جمعة


قال تعالى : {وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ} [البقرة :190]. {وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} [البقرة :205] {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ} [المائدة:64] {وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كُفَّارٍ أَثِيمٍ} [البقرة :276] {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران :140] {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} [البقرة :36] {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً} [الإسراء: 37-38] {لاَ جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْتَكْبِرِينَ} [النحل :23] {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً} [النساء :107] {وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} [الأنعام :141] {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ} [القصص :76] {لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً} [النساء :148].

2- ثلاث عشرة صفة لا يحبها الله، إذا ابتعد الإنسان عنها كان عبداً ربانياً، وصلح بسلوكه الاجتماع البشري، وحسنت علاقته مع ربه ومع نفسه ومع الناس، بل مع الكون كله وهو يسير في طاعة الله طوعاً أو كرهاً. {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ} [الرعد :15]. {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت :11].

3- وأول صفة هي صفة العدوان، وينهى عنها الله بنهي صريح مباشر، صار كالقاعدة المطردة [ولا تعتدوا] فالعدوان يفسد نفس الإنسان، ويولد هذه النفسية التي نراها عند الطغاة عبر التاريخ، غباوة في التصرف، وسوء تقدير للأمور وبلاء في النتيجة، مهما زين الطاغية المعتدي بكلامه أفعاله، وبرر هذه الأفعال فما دامت في نطاق العدوان كانت عدوانا، ونرى ما يحدث بالعراق وفلسطين من دماء تراق وطغيان لم يشهد التاريخ مثله، فقنبلة واحدة تهلك العشرات، وطلقة جوية واحدة تهلك المئات، فليتكلم كل البشر في تبرير ذلك إلا أن الحقيقة الباقية هي [إن الله لا يحب المعتدين]؛ ولذلك تتم المؤاخذة من المعتدين في الدنيا، ثم يرجعون إلى الله فيوفيهم حسابهم، والتبري من صفة العدوان يجب أن يتخلق به الإنسان على مستواه الشخصي وفي تربيته لأبنائه وعلى مستوى المجتمع، بل على مستوى الدول والعلاقات بينها.

4- ولذلك فإن الله لا يحب الفساد ولا المفسدين، والفساد ينتج من العدوان، كما أنه لا يحب الظالمين والظلم هو التصرف في ملك الغير بدون إذنه، والعدوان فيه تصرف في ملك الغير بدون إذنه، ونتيجة الفساد والظلم ـ وهو مشتق من مادة الظلام التي هو ضد النور ـ وعاقبتها هي مخالفة مراد الله من خلقه قليبارز الله بالمعصية من أراد حرب {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف :21].


5- والمعتدي الذي لا يرتدع فيه صفات كلها يكرهها الله ولا يحبها : الكفر (وهو ستر القلب عن استماع موعظة الخالق، بدرجات الستر المختلفة التي تنتهي بإنكاره أو إنكار وحيه)، والإثم (أي طلب الإثم وعدم الاهتمام بأنه إثم ما دام ينفذ ما يريد؛ لأنه يفهم أن الحياة الدنيا نهاية علمه وغاية أمله {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم : 7] ولا يهتم بأمر الله فهو مختال بنفسه فخور بفعله مستكبر في نفسه، مستكبر في الأرض بغير الحق، فشأن الإنسان الضعف، ولذلك أمر بالحلم والأناة وليس بالكبر الذي يعمي بصيرته فلا يرى سوى نفسه ورأيه ولا يرى الواقع على ما هو عليه، ولا يرى المستقبل بعقل راجح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد قيس : (إن فيك لخصلتين يحبهما الله : الحلم، والأناة) [رواه مسلم].

6- ومجموعة الإسراف في الأكل والشرب وهما عنوان الترف والانشغال بالدنيا بجميع شهواتها {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر :3]. والإسراف في القتل {فَلَا يُسْرِفْ فِي القَتْلِ} [الإسراء :33]. والإسراف في الإنفاق {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان :67]. والإسراف في الذنوب من غير توبة {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر :53]

7- ومجموعة الصفات السابقة تولد صفتين مذمومتين هما : الفرح القاصر، والجهر بالسوء، والفرح الذي هو السرور مطلوب لا شيء فيه، وإنما الفرح بالطغيان والعدوان وإهلاك الحرث والنسل، فرح قاصر على نفس الإنسان لا يفرح سواه به {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} [البقرة :204-205] {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِي القُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ} [القصص :76).
أما الجهر بالسوء فهو أمر ذميم في التربية وفي المجتمع وفي العلاقات الدولية وفي الحكم بين الناس؛ حيث يتحول المنكر إلى معروف يرضاه الكافة وتشيع الفاحشة والبذاءة في الناس، ويتحول المعروف إلى منكر ويختل الميزان ويختلط الأمر حتى على الحكماء، ولا يبقى للناس أصولاً يرجعون إليها في تعاملاتهم. وقد بين النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ذلك في سنته الشريفة فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : (بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إِذِ اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَأَذِنَ لَهُ فَقَالَ السَّامُ يا محمد فقال : النبي صلى الله عليه وسلم وعليك. فقالت عائشة : فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك فسكت. ثم دخل آخر فقال: السام عليك. فقال : وعليك. فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك. ثم دخل الثالث فقال : السام عليك. فلم أصبر حتى قلت : وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لم يحيه الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش قالوا قولا فرددنا عليهم إن اليهود قوم حسد وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين » . [رواه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي واللفظ لابن خزيمة].أما من ظُلم فإن الجهر بالسوء منه نوع من أنواع القصاص الذي به الحياة فهو ليس سيئاً بالحقيقة إنما سمي بذلك لصورته فقط (وجزاء سيئة سيئة مثلها) والعقاب الرادع عن الجريمة ليس سيئة إلا في الصورة دون الحقيقة.
وجماع ذلك كله قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل :90].
أ.د #علي_جمعة





3/02/2014

تخلية القلب من القبيح... لفضيله العلامة الدكتور على جمعة



إن الله سبحانه وتعالى قد خلق ابن آدم وجعل له قلبًا، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يعلِّمنا: «إن لله تعالى آنيةً من أهل الأرض، وآنيةُ ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبُّها إليه ألينها وأرَقُّها» (رواه الطبراني)، ومنع الله بحكمته أنواره عن قلوب بني آدم طالما احتوت على شيء من الصفات الذميمة والتي وضحها سبحانه في قوله: }زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ المَآبِ{ [آل عمران :14].
وقد أمرنا عز وجل أن نزيل الصفات الذميمة من قلوبنا، ونخليها لتبقى معلقة به سبحانه لا تتعلق بسواه، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُتَعَلِّقٌ بِالمَسْجِدِ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ..» إلى آخر الحديث (متفق عليه واللفظ للبخاري).
كما أمر ربنا نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بهذا البلاغ، فيبدأ آياته فيقول: (قُلْ)، وقد ذكرها في القرآن أكثر من ثلاثمائة مرة وهو يأمر نبيه بذلك الفعل ليبلغ عنه سبحانه وتعالى ما يريد أن يقوله لعباده، دلالة على أن هذا القرآن العظيم من عند الله، لم يخترعه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولم يأتِ به من عنـد نفسـه، ولم يـزد فيه حرفًا ولم ينقص، ودلالة على أننا معنيون كذلك ومأمورون بالبلاغ، وأن الأمر ليس خاصا برسول الله وحده، لكن كذلك بالمؤمنين به وأتباعه وورثته، وكل من تلا القرآن مؤمنا به، وكأنه نزل الآن إليه من ربه، فيقول سبحانه: }قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِى القَوْمَ الفَاسِقِينَ{ [التوبة :24]، فأرشدنا إلى الخروج عن دائرة الفسق حتى نتعرض لهدايته سبحانه وننال رضاه.
أيها المؤمن، إن بداية الطريق اليقظة، فيجب أن تسارع وتستيقظ من غفلتك وتعلم حقيقة الدنيا وأنها إلى زوال، وأن تصحح مسيرة قلبك مع الله، وأن تبدأ بتخلية قلبك من القبيح استعدادًا لملئه بالصحيح، وأول ما تبدأ به أن تُخرِج من قلبك ذلك التعلق بتعظيم الآباء الذين خالفوا الهداية في أفكارهم ونظمهم، وكذلك بالأموال وبالعشيرة وبالشهوات، وبكل ما سوى الله عز وجل.
وليس أن تخرج الدنيا من قلبك -كما علمنا الله ورسوله- أن تدمرها، وألا تقوم فيها بشأن قد أمر فيه الله ونهى! بل شأنك فيها ألا يتعلق قلبك بها، وألا تكون أحب عندك من الله ورسوله، كما أنه ليس معنى أن تخرجها من قلبك أن توليها ظهرك؛ فكان من دعاء الصالحين: "اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا"؛ فيجب أن نجعلها في أيدينا نستعملها لله وفي سبيل الله، بحيث لا تؤخرنا عن السعي إلى الله وعن الفعل لله وعن الترك لله؛ فإذا هي أخرتنا إذن فنحن من الخاسرين، ولابد من أن نعيد حسابنا مع أنفسنا حتى يكون هذا القلب بيتًا لله تدخله ملائكته وأنواره، وتتنزل عليه رحماته ونفحاته، ويسير أحدنا في حياته الدنيا مباركا من عند الله.
انخلع أيها الإنسان من نفسك ومن شهواتك ومن دنياك، لا بتركها إنما بعدم التعلق بها، وهو أمر عظيم يحتاج إلى خطوات، وإلى تربية، فلابد أن تربي نفسك وتدربها، والذي يساعدك على هذه التربية كثرة ذكر الله بالليل والنهار بكرة وأصيلا، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: إِنَّ شرائعَ الإِسْلاَمِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَنْبِئْنِي مِنْهَا بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ به، قال: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» (رواه الترمذي في سننه). 
الدكتور على جمعة



والتخلية والتحليـة التي أمر الله بها من التأمل والتدبر، فيقول سبحانه وتعالى: }أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا{ [النساء :82]، ويقول: }لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُونَ{ [المجادلة :22].
ابدأ أيها الإنسان من اليوم بالتخلية، وهو أمر ليس بهيِّن؛ لأنه يحتاج إلى مراقبة النفس، ويحتاج إلى معرفة المفاهيم الصحيحة، ويحتاج إلى كثرة ذكر الله، ويحتاج أن تجعل لنفسك حصة من القرآن، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكثر على صحابته من قوله: «جَدّدوا إِيمانَكُمْ»، قيل: يا رسول الله وَكيف نجدد إيماننا؟ قال: «أَكْثِروا مِنْ قَوْلِ لا إِلهَ إِلا الله» (رواه أحمد). ابدأ في نقل نفسك من دائرة سخطه إلى دائرة رضاه، ولا تستقل هذا العمل؛ فإنك إن فعلت ذلك نوَّر الله قلبك وفتح عليك فتوح العارفين به، وأرشدك الصواب وعلَّمك ما الخطأ، وجعل لك فرقانا، ووقاك وكفاك وهداك؛ فاللهم يا ربنا اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

منقول عن فضيلته

شكرا لكم 
منال رأفت


1/25/2014

من خواطر الأستاذ الدكتور على جمعه (2)


... تعلم كيف تكلم ربك...
فإذا دعوت فتأخرت الاستجابة قليلاً فلا تكن عبداً عجولاً وتقول: أين يا رب ما وعدتنى به ؟ تَحَلَّى بالأدب و الحياء مع الله..


... حسبنا الله ونعم الوكيل.. كلمة تجري على اللسان، لكنها تهز ذرَّات الكون.. كلمة قد يستهين بها الناس، ولكنها تنور قلوب المؤمنين، في ظلمات الفتن .

... علموا أولادكم القرآن الكريم، بدءًا من حفظه وتلاوته ولو من غير وعي، وانتهاءًا بتدبره وإقامته في العمل، وندعو الله أن ينزل علينا من الحكمة ما نتوصل به إلى عز الأمة.

الدكتور على جمعة

... دعاء ... يا قَهَّارُ يا قَهَّارُ حول هذه القلوب الشريرة عنا.. اللهم اشغلهم بأنفسهم يا أرحم الراحمين، واجعل بأسهم بينهم شديد ، اللهم يا ربنا أنصرنا نصراً عزيزاً مؤزراً، وإشف صدور قوم مؤمنين، وأذهب غيظ قلوبنا يارب العالمين، اللهم يا أرحم الراحمين إرحمنا، وياغياث المستغثين أغثنا، إستجب دعاءنا، ووحد قلوبنا وصفوفنا، وإنقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك، اللهم إغفر وإرحم، وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم، اللهم آتنا في الدنيا حسنة فانصرنا على القوم الكافرين، وفى الآخرة حسنة، وأدخلنا الجنة من غير حساب، ولا سابقة عتاب، اللهم ياربنا قنا أنفسنا وشر أنفسنا يارب العالمين، اللهم يارب العالمين وحد بين قلوب المؤمنين المسلمين، وألق على قلوبهم السكينة، اللهم لا تخوفهم من عدوك، اللهم يا أرحم الراحمين إنصرنا وإنصر بنا وإهدنا وإهد بنا، اللهم يارب العالمين لارب سواك، ولا ندعوا إلا إياك يا رحمن يا رحيم يا رب العالمين. وصِّل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

... الحب ميل قلبي لا حيلة للإنسان فيه.



منقول من صفحة فضيلة الدكتور

شكرا لكم
منال رأفت

نجاسة الدم عند المسلمين .... لفضيلة الشيخ/ الدكتور على جمعة

الدم نجس عند المسلمين ... الأحكام الشرعية تؤثر في الروح وفي القلب وليس هناك انفصال بين دائرة الاعتقاد ودائرة الامتثال، فالاعتقاد هو الأساس، وهو ما وقر في القلب، ولكن لابد أن يصدقه العمل وهو الامتثال. وتأملت في تحريم الله علينا الدم في قوله تعالى : ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [البقرة :173] 
وفي قوله تعالى : ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [المائدة :3]. 
وقوله سبحانه : ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النحل :115] 
كما تأملت في حرمة أكل لحم البشر حقيقة ومجازًا في قوله تعالى : ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحجرات :12] وهو يحرم علينا الغيبة والنميمة .
وفي تحريم أكل الميتة، وأكل ما لم يذكر عليه اسم الله، وأن ذلك كله يؤكد توحيد الإله وتعاليه عن البشر، قال تعالى : ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [ الإِخلاص :1 : 4]، وقال تعالى : ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى :11] وقال تعالى: ﴿لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ﴾ [الأنعام :103].
وجعل الله الاتصال بينه سبحانه وبين البشر عن طريق الوحي، فقال تعالى : ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ [الشورى :51].
وحرم الله علينا أيضا في أحكامه الشرعية أذية الحيوان، فقال صلى الله عليه وسلم : «دخلت امرأة النار في هرة حبستها ولا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» [رواه البخاري ومسلم] وعلمنا أن الكون من حولنا ليس هو محض جماد فقال تعالى : ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء :44]. وقال تعالى : ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾ [الرعد :15]. 
وقال تعالى : ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ﴾ [الدخان :29], وكان صلى الله عليه وسلم : يحب الريحان، وحن له الجذع فبكى لفارقه.
وكل هذه الأحكام الشرعية والروايات الدينية أنشأت نفسية للمسلم يجعلها هي أبجديته التي يتعامل بها في حياته في جميع مناحيها السياسية، والاقتصادية، والحضارية، والفكرية، والاجتماعية، وغيرها. وظهر هذا في تاريخ المسلمين في كل بلادهم شرقا وغربا.
ولذلك لم نر المسلمين عبر تاريخهم يبيدون الشعوب، أو يستعمرون الناس استعمار هيمنة واستغلال، أو يدخلون البلاد لرفع الطغيان وصد العدوان فيحولونها إلى حمام دم يهون معه الطغيان ويرضى بإزاءه العدوان، ويتمنى الإنسان أن لم يأت ذلك المنقذ الذي اتضح منقذ خسيس من أجل أن يحرره، وأن يدافع عنه.

🙏🙏🙏🙏🙏🙏

والسؤال الذي يثير الفكر ويدعو إلى التأمل هو ما الرابطة بين تحريم الدم والميتة واعتبار تسبيح الكون وسجوده، بين عمارة الدنيا وبين استباحة الدم والميتة وبين خراب الدنيا. تأمل. لعل الله أن يفتح عليك.
فتحريم الدم المسفوح ليس من أجل أنه يسبب ضررًا من ناحية الطب بقدر ما أنه يسبب ضررًا من ناحية الأخلاق، والتجرؤ على شكل الدم، وعلى رفع الحاجز النفسي بين الإنسان وبين سفك دماء البشر، وتحريم الخنزير كذلك، فإنه الحيوان الوحيد -كما يقال- الذي لا يغار على أنثاه، وهو أيضا تعود على أكل القاذورات بشكل أساسي.
ويحاول بعضهم -وقد يكون صادقا، وقد يكون غير دقيق- أن يربط بين التحريم وبين الضرر الجسدي، وأن يبحث في حكمة التحريم بالمسائل الطبية، إلا أن التحريم لا يقتصر على هذا الجانب، بل إنه يبني نفسًا، ويعمق شعورًا لدى الإنسان يساعده في نشاطه الاجتماعي، وفي عمارته للدنيا، ولذلك لا يقبل المسلم حلولاً لأزماته الكمية بتحليل الحرام، فقد يقترح بعضهم إذا ما وقع مجتمع ما في أزمة لحوم، أن يربي ذلك المجتمع الخنزير وأن يأكله، فالخنزير كثير التناسل، ونفقته قليلة، ويمكن أن يحل المشكلة بطريقة كمية، ولكن (سلطان الكم) ليس هي كل شيء في هذه الحياة.
ولقد كتب في هذا المعنى رينيه جينو (عبد الواحد يحيى رحمه الله تعالى) كتابه الماتع (سلطان الكم وعلامات الزمان) وهو في نسخته الإنجليزية (The Reign of Quantity & the Signs of the Times) وفيه يبين أن من سمات عصرنا سيطرة الكم على معيار التقويم، فأصبح الكم هو المسيطر على السوق وعلى الاستهلاك، ونشأ من ذلك مفهوم العقد في العلاقات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية.
ومفهوم العقد هذا له شكل حسن في تحديد الأمور، وله مضمون قبيح في القضاء على الود بين الناس، ويجعل الفرق بين الحضارة الشرقية وبين الحضارة الغربية يتمثل في سلطان الكم.
ولقد بدأ الاهتمام يزداد بمؤلفات ذلك المفكر الفرنسي الأصل، المصري الوفاة مؤخرًا بعد أن اهتمت به جامعة السربون كفيلسوف من فلاسفة العصر العظام، فكتب عنه أكثر من مائتي الرسالة للماجستير والدكتوراه، وخرج بأسمائها دليل ضخم في نحو 400 صفحة، وترجم له الأستاذ عمر نور الدين الفاروق في المشروع القومي للترجمة في العدد رقم 530 (مدخل عام إلى فهم النظرات التراثية) ولنفس المترجم ترجمات كتب أخرى لرينيه جينو عسى أن تصدر قريبًا.


منقول من صفحة فضيلة الشيخ بالفيس بوك

شكرا لكم 
منال رأفت

12/13/2013

من تجليات فضيلة الشيخ على جمعة ... و روائعه

حركوا قلوبكم لله تتحرك لكم الأكوان وتخضع لكم السماوات والأرض .. جربوا أنفسكم لله .. ولاتجربوا الله بل أنفسكم حين تلتجئون إليه سبحانه وتعالي .. لاتيئسوا من أنفسكم .. عودوا إلي الله .. واذكروه واستحضروه , وادخلوا في حضره قدس ذكره سبحانه وتعالي , ولايفتر لسانك من ذكر الله , ومن الاستغفار ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا *مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) ..!


************************

إسم الله الودود ... شرح لفضيلة الإمام الدكتور على جمعه

في جوف الليل قل بلسانك وبقلبك وبكل جوارحك "يا ودود .... يالله"

يا ودود؛ يعني: يا من تحب فلا تكره. فإن الحب من الله سبحانه وتعالى أصلًا لعباده في ذاتهم لصنعته؛ لأن هذا الإنسان هو حبيب الله، فالله سبحانه وتعالى خلقه وافتخر به على ملائكته، وأسجد الملائكة له، فالأصل هو أن هذا الإنسان حبيب الله، ومادام الإنسان حبيب الله فحب الله له لا ينقطع، فإذا انحرف الإنسان عن جادة الصواب، فأفسد في الأرض وآذى خلق الله، وارتكب المعصية فأن الله سبحانه وتعالى يفتح له باب التوبة، فهو التواب؛ ولأجل ذلك فهو ودود سبحانه، لا ينتهي هذا الود، ولا ينتهي هذا الحب.


Photo: ‎يا ودود؛ يعني: يا من تحب فلا تكره. فإن الحب من الله سبحانه وتعالى أصلًا لعباده في ذاتهم لصنعته؛ لأن هذا الإنسان هو حبيب الله، فالله سبحانه وتعالى خلقه وافتخر به على ملائكته، وأسجد الملائكة له، فالأصل هو أن هذا الإنسان حبيب الله، ومادام الإنسان حبيب الله فحب الله له لا ينقطع، فإذا انحرف الإنسان عن جادة الصواب، فأفسد في الأرض وآذى خلق الله، وارتكب المعصية فأن الله سبحانه وتعالى يفتح  له باب التوبة، فهو التواب؛ ولأجل ذلك فهو ودود سبحانه، لا ينتهي هذا الود، ولا ينتهي هذا الحب
#علي_جمعة‎


منقول عن فضيلة الدكتور على جمعة

شكرا لكم 
منال رأفت

أركان المناجاة ... لفضيلة الشيخ العلامه الدكتور على جمعة

المناجاة ... من منا لا يحب ان يناجى ربه سبحانه و تعالى.
قدم لنا فضيلة الدكتور العلامة على جمعة اركان المناجاة و نقلتها عنه فى هذا المقال .
وفقنا الله و إياكم لخير ما يحب و يرضى.

أول هذه الأركان: أن نخلص النية لله، والإخلاص من أركان الإيمان التي أمر الله عز وجل بها في كتابه في أكثر من موضع، فقال سبحانه: {قُلْ أَمَرَ رَبِّى بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} [الأعراف:٢٩]، وقال تعالى:{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ} [الزمر:١١]، وعده الله تعالى في كتابه طوقَ النجاة لكل من زل في طريق النفاق والغواية، فقال سبحانه: {إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ المُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:١٤٥-١٤٦]، وفي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى».
وقال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام النسائي في سننه: «إنّ اللّه لا يقبل من العمل إلّا ما كان له خالصاً وابْتُغِىَ به وجهه»، فعلى المناجي ربه أن يخلص له المناجاة فلا يسأل أحداً غيره، ولا يستعين بسواه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي: «إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك بشيء إلا ما كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيءٍ، لم يضروك بشيءٍ إلا ما كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف» يعني تم القضاء فلا ملجأ من الله إلا إليه، فالإخلاص في مبدئه ومنتهاه مبنيٌ على التوحيد الخالص، فلا بد أن تُخرج السوى من قلبك، ولا يبقى فيه إلا الله، وهو أول أركان المناجاة.

الركن الثاني فهو: الاستمرار والدوام؛ فعن عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّهَا قَالَتْ سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ: «أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ». وَقَالَ: «اكْلَفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ» وعن عائشة أيضاً أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنه لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَأَنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ أَدْوَمُهَا إِلَى اللَّهِ، وَإِنْ قَلَّ»، وكان كما وصفته السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، «كان عمله دِيمَة» (البخاري)، أي دائماً مستمراً، والديمومة ركنٌ من أركان عمارة الأرض، ونجاح العمل، والشخص الذي يعمل تارة ويترك تارة يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولا أحب أن تكون مثل فلان كان يقوم الليل، ثم تركه»، بل إنه يريد الحفاظ ولو على القليل، لأن هذا من شأنه أن يربي الملكات، ومن شأنه أن يربي الصدق مع الله، ومن شأنه أن يستجيب الله سبحانه وتعالى معه لمناجاة العبد.

الركن الثالث هو: التدبر والتأمل، وقد حُرِمْنا في عصرنا هذا كثيراً من التدبر والتأمل، فالمناجاة تحتاج أن تتحدث مع ربك بعد تفكرٍ وتدبر: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:٢٤]، ويمدح الله تعالى هذه الملكة فيقول سبحانه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:١٩١] فهؤلاء دعوا الله تعالى بعد الذكر والفكر، فالمناجاة لابد أن تشتمل على الفكر، والفكر إما أن يكون في كتاب الله المنظور، وهو الكون، وما يشمله، فيتفكر في السماء، والأرض، في النبات، والحيوان، بل في ذات الإنسان.
قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل:١٨]، وإما أن يكون في كتاب الله المسطور وهو القرآن، قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [النساء:٨٢]. إن التفكر نعمةٌ حُرمنا منها، فأصبحت الحياة سريعة لا نقف أمامها ولا نتفكر في أحداثها ومقتضياتها، وأصبحت الأحداث متتالية، فتقدم السعي قبل الوعي، ومراد الله منا أن يتقدم الوعي قبل السعي، قبل أن تسعى يجب أن تتدبر، وأن تتأمل، وأن تتفكر؛ وترقب قول الغزالي في كتابه الإحياء: (كثر الحثّ في كتاب اللّه تعالى على التّدبّر والاعتبار والنّظر والافتكار، ولا يخفى أنّ الفكر هو مفتاح الأنوار ومبدأ الاستبصار، وهو شبكة العلوم ومصيدة المعارف والفهوم، وأكثر النّاس قد عرفوا فضله ورتبته لكن جهلوا حقيقته وثمرته ومصدره).

الركن الرابع هو: أنك تدعو ربك بما في قلبك، تحدثه سبحانه وتعالى وتناجيه، وتكلمه، وتشكو له، وترجوه، وتتضرع إليه، وتتوسل إليه، وتطلب منه.

الركن الخامس والأخير هو: السِّرِّيَّة، فالمناجاة سرٌ بين العبد وربه لا يَطَّلِع عليه أحد، فإذا فعلنا هذه الأركان الخمسة استطعنا العودة إلى الله سبحانه وتعالى فيستجيب لنا، فإذا استجاب الله لنا -لأننا عدنا إليه- تَقَوَّى إيماننا وصلب.
المناجاة غير الدعاء، فالدعاء قد يكون مفرداً، أو يكون في الصلاة، أو في خارج الصلاة، ولكن المناجاة هي جلسة خلوة مع الله تعالى، فالمناجاة تشتمل على الدعاء، وعلى قراءة القرآن، وعلى التأمل، والتدبر، والتفكر، تشتمل على الحديث مع الله، ولما قسّم أهل الله درجات التقوى، كانت هناك درجة تكلموا عنها وعنونوها بأهل الحديث مع الله، وأهل الحديث مع الله هم أهل المناجاة؛ فالمناجاة أعلى من الذكر، وأعلى من التلاوة، وأعلى من الدعاء، وأعلى من الخلوة، لأنها تضم ذلك كله. 
إلهي.. أقمتنا في دار الدنيا من أجل الابتلاء وأنت غني عنا، فارفق بنا فيما قضيته علينا بما عوَّدتنا من رحمتك بنا.

شكرا لكم 
منال رأفت

اسم الله الغفور ... شرح لفضيلة الشيخ على جمعة

من تجليات فضيلة الشيخ على جمعة ... و شرح لإسم الله الغفور. 

نعيش هذه اللحظات مع اسمه: (الغفور)، وهو اسم مِمَّا ورد في حديث أبي هريرة، رضي الله تعالى عنه، الحديث المشهور: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحد، مَنْ أحصاها دخل الجنة». 
و (الغفور): على وزن (فعول)، وهذا الوزن وزن من صيغ المبالغة، أي أنه سبحانه وتعالى، له الغاية العظمى، والنهاية القصوى في المغفرة، فهو يغفر لِمَنْ يشاء: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: 48]. 
حذرنا من أن نكفر به سبحانه وتعالى، ثم بعد ذلك إذا صدر من أحدنا خطأ، أو خطيئة، فإنه يعفو، ويصفح، ويغفر، ويخرجنا من دائرة الذنب إلى دائرة الرضا، ومن التقصير إلى دائرة القبول. 
وهو سبحانه وتعالى: غفور، وفي الحديث القدسي: «يا ابن آدم، لو جئتني بقراب الأرض ذنوبًا، ثم جئتني تائبًا، لغفرت لك». 
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كل ابن آدم خَطَّاء...» يعني: كثير الخطأ «...وخير الْخَطَّائين التوابون». 
فالإنسان يصدر منه الخطأ بصورة دائمة؛ لكن يجب عليه أن يبادر بالتوبة، والله سبحانه وتعالى يتقبله. 
وهذا الحديث الذي يذكر فيه ربنا سبحانه وتعالى، أننا لو جئنا بقراب الأرض ذنوبًا، يعني بِمَا فيها من أوعية للماء، والماء أكثر من اليابسة. 
هناك أيضًا ما هو أشد من هذا، وهو رواية: «إذا جاءني بتراب الأرض ذنوبًا». 
فسواء أكان هذا، أو ذاك، فهو من فضل الله. 
تخيل أنك قد أحصيت قطر البحر، فهل يتساوى قطر البحر، مع عدد الثواني التي يعيشها الإنسان؟ 
إذا عاش الإنسان: مائة سنة، وهذه المائة، كل سنة: ثلاثمائة وخمسة وستين يوم في السنة البسيطة، فصارت: 36 ألف يوم، فلو ضربناها في الساعات، والدقائق، والثواني، تخرج رقمًا هو أقل بكثير جدًّا من دلو مملوء ماء. 
فما بالك بالبحار، والمحيطات؟! 
لو جئت الله بذنوب قدر هذا القدر من الماء، أو بذرات التراب، ذرات التراب إذا أخذنا نصف متر مكعب، وعددنا ما فيه من ذرات التراب، يكون أكثر من الثواني التي يعيشها الإنسان لمدة مائة سنة. 
فهل تستطيع أيها الإنسان أن تعصي ربك بصورة دائمة؟ 
وما هذه المعصية التي تستديم عليها لحظيًّا ودائمًا، لمدة مائة سنة؟ 
هذا أمر غير متخيل؛ وبالرغم من ذلك، فإن الله يقول على فرض أن تستطيع أيها الإنسان، أن تعصي ربك بهذه الطريقة الشاذة، التي هي مستحيلة في واقع الحياة، فإذا فعلت ذلك، ثم طلبت المغفرة، فإن الله غفور. 
كلمة: (غفور) يعني: يغفر كل ذلك، وفجأة، ويخرجك فجأة، كَمَنْ اغتسل، وغسل ما عليه من قذر، أو تراب؛ فإنه يخرج بعد هذا الاغتسال نظيفًا، لا شيء عليه. 
ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم اغسلنا بالماء والثلج والبرد، اللهم نقنا من خطايانا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس». 
نعم، إنها إرادة الله، ولكن الله يخبرنا؛ حتى لا نيأس من أنفسنا، حتى لا نستعظم الذنب في جنب الله، فننسى الله سبحانه وتعالى، حتى ولو كان ذلك خجلًا منا. 
الله سبحانه وتعالى يأمرنا أن نعود إلى حظيرة قدسه، وإلى دائرة طاعته. 
فاللهم يا ربنا، انقلنا من دائرة المعصية إلى دائرة الطاعة، واجعلنا حيثما ترضى. 
اللهم يا الله، استر عيوبنا، واغفر ذنوبنا، ووحد قلوبنا، نلتجئ إليك، بأنك أنت الغفور، أن تغفر، وترحم، وتعفو عما تعلم؛ إنك أنت الأعز الأكرم.

منقول عن فضيلة الشيخ

شكرا لكم 
منال رأفت

إسم الله البديع ... شرح فضيلة الدكتور على جمعة


مع اسم من أسماء الله الحسنى، ﴿وَلِلهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: 180]. 
نعيش هذه اللحظات، مع اسم من الأسماء التي أوردها سيدنا أبو هريرة رضي الله تعالى عنه، في حديثه المشهور الذي أخرجه الإمام الترمذي، عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحد، مَنْ أحصاها دخل الجنة». 
أورد فيها اسمه سبحانه وتعالى: (البديع). والبديع على وزن (فعيل)، وهو وزن في اللغة العربية، يفيد الفاعل والمفعول، والله سبحانه وتعالى هو الذي أبدع الخلق، والإبداع يكون على غير مثال سابق، فالله سبحانه تعالى هو بديع السماوات والأرض، أخرج السماوات والأرض من حد العدم إلى حد الوجود، على غير مثال سابق. 
أخرج بعد ذلك: الشجر والحجر، والإنسان والحيوان، وسائر المخلوقات، بعضها على غير مثال سابق، وبعضها على مثال سابق. 
أما اسمه: (البديع)، فهو يختص بِمَا لا مثال له قبل ذلك، فهو سبحانه وتعالى لا تعجزه هذه الأمور، لا في الإرادة، ولا في القدرة، ولا الخلق، ولا في الإخراج من العدم إلى الوجود. 
هذا ربنا سبحانه وتعالى هو البديع. 
ولا يصلح استعمال هذا التركيب في هذه المرة في اسم المفعول؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا أول له، ولم يبدعه أحد، الله سبحانه وتعالى هو الذي يُبْدِع، وهو الذي يَخْلُق، وهو الذي يصدر منه كل شيء؛ خلقًا، وقدرًا، وتوفيقًا، وهدايةً، وإضلالًا، فقد خلق الخير والشر، وهو بديع السماوات والأرض؛ لكنه لا يتسلط عليه أحد، ولا يقدر عليه أحد. 
هذا الوزن في اللغة العربية: (فعيل) يمكن أن يأتي لاسم الفاعل وحده، ويمكن أن يأتي لاسم المفعول وحده: 
(قتيل) يعني: (مقتول)، لا يعني أبدًا: (قاتل). 
(جريح) يعني: (مجروح)، ولا يعني أبدًا: (جارح). 
ولكن (جبيرة) بمعنى: (الجابرة)، ولا تعني أبدًا: (مجبورة). 
إذن، فهذا الوزن؛ إما أن يكون لاسم الفاعل وحده، ولا يصلح لاسم المفعول، وإما أن يكون لاسم المفعول، ولا يصلح لاسم الفاعل، وإما أن يكون لهما جميعًا. 
وقد رأينا كثيرًا: كيف أنه يكون كذلك مرة للفاعل، ومرة للمفعول، ومرة لهما.
(بديع) من (الإبداع)، والإبداع صار مشكلة عند الإنسان الآن؛ لأن الإبداع لا يقدر عليه الإنسان، إلا إذا كان منطلقًا، لا قيود عليه، وهذا الانطلاق قد يشتبه في بعض الأحيان بِالتَّفَلُّت، وَالتَّفَلُّت: عدم الالتزام. 
وهناك فارق بين الانطلاق، وبين عدم الالتزام (التَّفَلُّت). 
وهناك فارقٌ أيضًا بين الانطلاق، وبين التَّفَلُّت، وبين الحرية. 
وهناك أيضًا فارق وعلاقة بين الإبداع وبين الفكر، وهناك علاقة أيضًا بين الإبداع، وبين الابتداع. 
والإبداع -وهو مشكلة- إذا ما تذكرنا أن الله سبحانه وتعالى هو المبدع، ورأينا في هذا الكون كيف كان إبداعه، وأنه متسق، وأن ورائه حكمة، وأن ورائه غاية، وأن ورائه مصلحة ومنفعة، وأن ورائه الخير، كل الخير؛ فإننا نعرف العلاقة بين الإبداع وبين الابتداع. 
فإذا كان الإبداع؛ إنما فيه انطلاق، وفيه حرية، فيؤدي إلى شيء بديع، لا مثال له سابق، ويكون المبدع هو الذي أنشأه، وهو الذي أوجده. 
كما أوجد المسلمون هذه الخطوط الهندسية، والخط العربي، وهذا الجمال الذي نراه في عمارتهم، وفي أسبلتهم، وفي مدنهم، كيف بنيت، وفي علومهم، كيف دُوِّنت. 
هذا إبداع؛ لكنه إذا كان يتغيا التَّفَلُّت، وإذا كان يريد عدم الالتزام، وإذا كان يريد أن يسير في أي اتجاه؛ سواء أكان عشوائيًّا، أو غير عشوائي، ولا يتغيا المنفعة، ولا الاتساق، ولا الحكمة، ولا أن يكون قد التزم بالخير؛ فإنه يكون ابتداعًا؛ لأنه ابتدع في الأمر، ما ليس منه: «وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»؛ لأنها مؤذية، لأنها نبعت من الشر، لأنها نبعت من التَّفَلُّت، وليست من الحرية، ولا من الانطلاق، ولا من الفكر.
يذكرنا هذا الاسم بهذه المعاني كلها، وأنه إذا أردنا أن نتخلق به، على حد قولهم: «تخلقوا بأخلاق الله سبحانه وتعالى»، وأن يكون هذا النظام لأسماء الله الحسنى عمود تربية لنا؛ فإنه يجب علينا أن نفهم هذه العناصر، وأن نَفْرِقَ بين الإبداع وبين الابتداع، وأن نذكر ربنا سبحانه وتعالى: يا بديع السماوات والأرض.
إلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
#علي_جمعة


منقول عن فضيله الشيخ

شكرا لكم
 منال رأفت



7/19/2013

حديث فضيلة الشيخ على جمعه

فضيلة الدكتور على جمعة حفظه الله فى خطبة الجمعة : الجيش عقيدته صحيحة وأوفى بكل الوعود على مر التاريخ.. ولا يجب تصديق أصحاب الهوى والمصالح.

‎الإمام العلّامة نور الدين علي جمعة مفتي الديار المصرية‎
فضيلة الدكتور على جمعة 


فضيلة الدكتور على جمعة حفظه الله :

* جيشنا رفع رأسنا إلى يوم الدين
* لعنة الله على من يأخذ بمصر نحو القاع من أجل شهرة أوخبل عقلي
* الجيش المصري وفى بكل ما سمعناه منه عبر القرون 
* رسول الله يحب جيش مصر و يصفه بأفضل الصفات 

بعث فضيلة الدكتور على جمعة حفظه الله، مفتي الديار المصرية السابق، بتحية للشعب المصري وجيشه العظيم بانتصارات العاشر من رمضان مشيداً بالجيش الذي وصفه الدين الإسلامي بخير أجناد الأرض.

وقال فضيلة الدكتور على جمعة : إن الجيش المصري فى رمضان استطاع رفع رأس المصريين إلى يوم الدين ، ليؤكد لنا يوماً بعد الآخر كل كلمة قالها الرسول الكريم في حق خير أجناد الأرض.

و أضاف فضيلة الدكتور على جمعة خلال خطبته : أن رسول الله كان يحب الجيش المصري ويصفه بصفات لو تأملها السامع فلن يسعه إلا أن يقول "صدق رسول الله" وكان يسمي الجيش المصري بـ"الجند الغربي" ، وأن رسول الله عندما حدثه البعض عن ضعف الجيش المصري قال لهم "ما كادهم أحد إلا وأخذهم الله ثم نصرهم عليه"، مشدداً على أن الجنود المصريين ينتصرون بالله ويؤيدهم الله و أنهم يعلمون أن الحول و القوة بالله وحده. 

وحذر فضيلة الدكتور على جمعة : من الانسياق لمن وصفهم أصحاب الهوى والرغبات، وحذر من تصديقهم و التغافل عن كل ما قاله أم نصدق رسول الله عن جيش مصر مشدداً على أن الجيش المصري متماسك لأن عقيدته صحيحة لا تعترف بالقتل أو الغدر، و أنه وفى بكل ما وعد به منه ليس اليوم و إنما عبر القرون وقال أن الله ينزل السكينة على قلوب أفراده و قواده. 

كما حذر من المدلسين و قال : يجب علينا أن ننطلق ببلادنا ، ولعنة الله على من يحاول أخذها للقاع من أجل شهوة أو خبل عقلي" 

وقدم العزاء لكل أمهات الشهداء وأن ما احتسبنه عند الله من فلذات أكبادهن سيأخذون بيدهن إلى الجنة" واختتم خطبته بالدعاء لمصر شعباً وجيشاً. 
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة التى ألقاها بالكلية الحربية بحضور الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، وعدد من قيادات القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان.

الأحاديث التى استشهد بها فضيلة الشيخ
عن عمرو بن العاص حدثني عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يقول إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض فقال له أبو بكر ولم يا رسول الله قال لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة .

 وعن يزيد بن أبي حبيب بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " تكون فتنة تشمل الناس كلهم ، لا يسلم منها إلا الجند الغربي " رواه نعيم بن حماد فى الفتن (ص : 28) .


 وهذه الأحاديث تفسر حديث سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " رواه مسلم فى صحيحه  .

أشار فضيلة الشيخ الى ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسمي الجيش المصري بـ"الجند الغربي" .

حديث فضيلة الشيخ على جمعه فى مكانه جيش مصر فى الإسلام
شكرا لك يا فضيلة العالم الجليل


7/21/2012

رأى مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة فى خطبة الجمعة : "ملك اليمين" زنا وحرام شرعا

مفتى الجمهورية فى خطبة الجمعة: "ملك اليمين" زنا وحرام شرعا

تعرض الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، فى خطبته اليوم، للموضوع المثار مؤخرا حول ملك اليمين، حيث أكد أن الهدف من وراء إثارة هذا الموضوع هو البلبلة والتشويش على الناس فى دينهم، قائلاً: "إنه شىء تعودنا عليه من أعداء الإسلام عبر القرون، ونحن لا ننساق وراءه وإنما علينا أن نبين ونوضح"، مؤكدًا أن الإسلام لاقى عبر مسيرته الغراء المنيرة الكثير منالتشويهات والتخرصات والشبهات وحورب بكل طريقة، فحورب فى ثقافته وحورب فى اقتصاد أهله وحورب فى أرضه، ومازال يحارب إلى يومنا هذا.

وأضاف مفتى الجمهورية، فى خطبة الجمعة بمسجد فاضل بمدينة السادس من أكتوبر، أننا نشهد كل حين تكرارًا لتلك الأكاذيب وإعادة لهذه الشبهات وكأنها لم يرد عليها وكأنها لم تكذب، فهى نوعًا من تلبيس إبليس، أى إلباس الحق بالباطل.

وأوضح جمعة أن الإسلام قد جاء إلى العالم وكان نظام الرق قائما فى كل بقاع الأرض، وهو نظام يعنى أن يستعبد إنسان إنسانا آخر، فيصير هذا الرجل أو المرأة كالشىء الذى يجوز بيعه ويجوز توريثه، ووصل الحال عند الرومان أنهم كانوا يدربون أبناءهم على السهام ويجعلون العبيد هم الهدف.

وأضاف مفتى الجمهورية: "كان للرق موارد أربع، منها رقيق الدين أى أنه إذا كان لى دين عند إنسان وعجز عن السداد فأنا أمتلك هذا الإنسان، وإذا كان الدين أكبر من قيمة هذا الشخص فإننى أمتلك أبناءه وزوجته، وهناك مورد الخطف، وهو أن يُخطف رجل أو امرأة أو طفل ويتم بيعه، فجاء الإسلام وجعل ذلك من الفساد فى الأرض وحرم ذلك، بالإضافة إلى مورد الجوع، أى إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يطعم أبناءه فإنه يبيعهم، وهو ما يحدث إلى اليوم فى الهند، وهو ما حرمه الإسلام أيضا، فحرم قتل الأبناء أو بيعهم، وكان من موارد الرق الحرب والأسر، فأبقى الإسلام على صورة الرق من الحرب "أسرى الحرب" وكان الإمام أو الخليفة هو سيد الأسرى، ويجوز له أن يستبدل بهم أسرى المسلمين، أو أن يردهم أو أن يضرب عليهم الرق، وأمرنا الإسلام أن نعتق الرقيق ونعتق العبيد، وجعل تكفير الذنوب بعتق الرقاب"، أى أن الإسلام جاء فأغلق ثلاثة موارد للرق وأبقى على واحدة وقيدها، وفتح بابا للعتق حتى أصبح العتق تعبدا لله وتقربا إليه وتكفيرا عن الذنوب، مضيفا أن الشرع يتشوق إلى الحرية.

وأشار مفتى الجمهورية إلى أنه فى القرن التاسع عشر، وبعد أن ضج الناس من سرقة الأمريكان للأفارقة والذهاب بهم إلى ليفربول واستعبادهم وإذلالهم، عقدت عدة اجتماعات لإلغاء الرق فى العالم أجمع، وفى أغسطس سنة 1877 انتهى الرق فى مصر، وأعلن عن حرمته وتجريمه، وأن من يمارسه يُحكم عليه بالأشغال الشاقة، وصدر القانون بذلك.

وأكد د. على جمعة أن المرأة التى تأتى للرجل فتقول له ملكتك نفسى، وعاشرها معاشرة الأزواج فهو زنا حرام شرعا، فالحر لا يدخل تحت يد شخص آخر حتى برضاه، فلا يجوز أن أبيع أبنائى، فإذا بعتهم ظلوا أبنائى وظلوا أحرارا.

وأضاف مفتى الجمهورية أن من يقومون بذلك يفترون على الله وعلى الإسلام وعلى المسلمين ويغيرون المسميات، فهو زنا ويسمونه ملك يمين، كل ذلك من عدوان المعتدين ومن تلبيس المفلسين ومن جهل الجاهلين، فمنذ أكثر من 153 سنة انتهى الرق فى العالم الإسلامى كله، قائلا: "إذا جاء أحد البطالين العاطلين يريد أن يتلاعب بالإسلام والمسلمين، فقولوا له خسئت وخسرت، والله من ورائك محيط، وهذا التلبيس إنما هو من قبيل الإفلاس".

واختتم مفتى الديار المصرية خطبته، بالتأكيد على أننا نعيش فى عصور قد اختلط فيه العاطل بالباطل، ونطق فيه الرويبضة، أى الرجل التافه يتكلم فى الشأن العظيم.

منقوله عن قضيلته 

شكرا لكم 


إبحث فى الويب مع جوجل

Custom Search

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

التسجيل

ادخل بريدك الإلكترونى و احصل على احدث المواضيع:

Delivered by FeedBurner