12/24/2014

قصة القروي الفصيح ... أو "شكوى الفلاح الفصيح" ... من الأدب الفرعونى .. المصرى القديم ... سلسلة إعرف تاريخ بلدك

إشتهر بيننا إسم القروى الفصيح أو الفلاح الفصيح و نحن لا ندرى من هو .. و لا نعلم انها قصه من الادب الفرعونى المصرى القديم. 

تأريخ القصـة
وقعت أحداث هذه القصة فى جانب من وادي النطرون، في عهد الملك "نب - كاو- رع - خيتي" الثاني أحد ملوك أهناسيا في الأسرة العاشرة، ولكنها كتبت على الأرجح بعد ذلك بقليل، وقد لاقت إقبالاً كبيرًا أيام الدولة الوسطى، وليس أدل على هذا من النسخ الأربع التي وصلتنا لها عدا المقتطفات الأخرى. 

ومؤلفها يُعد من نمط فني آخر يزخر بإشارات قيمة عن مجتمع العصر الانتقالي الأول والأخلاق السائدة فيه. إنها قصة لم يحفظ لنا الزمن منها سوى نسخ مدونة على البردي ترجع إلى أواخر الأسرة الثانية عشرة وأوائل الأسرة الثالثة عشرة، ولم تصلنا أية نسخ لاحقة. 

مسمّى القصة
لهذه القصة أكثر من اسم فيسميها بعض العلماء "احتجاجات – أو شكاوي الفلاح الفصيح"، ويسميها آخرون "شكوى الفلاح الفصيح" ولكنا لا نملك أي دليل على أن صاحبها كان فلاحًا يعمل في الأرض، بل الأرجح أنه كان أحد الأهالي الذين يعملون فى التجارة. في حين يفضل البعض تسميتها "قصة الواحي" ولكن اطلاق كلمة "الواحي" -كما يرى أحمد فخري- على أحد سكان وادي النطرون أمر لا يستقيم مع العرف لأن سكان الواحة هم سكان سيوة والبحرية والفرافرة والداخلة والخارجة فقط، لهذا 

يفضل تسميتها بقصة "القروي الفصيح".
وتسمى بهذا الاسم لأن صاحبها سواء أكان تاجرًا صغيرًا أم يعمل في الفلاحة أم في إستخراج النطرون أم الأعشاب فإنه كان يعيش في ذلك المكان الذي لا يعدو أن يكون قرية صغيرة ولم يكن من أبناء المدن المتعلمين، وكان الإعجاب به لأنه كان شخصًا بسيطًا من سكان الأماكن النائية؛ ومع ذلك فقد أوتيَ قدرًا عظيمًا من الفصاحة وحسن التعبير.

جانب من الفلاح المصري القديم والدور الهام الذي كان يقوم به في الزراعة، مقبرة نخت، الأسرة الثامنة عشر

نُسَخْ القصـة ودراستها

عثر على أربع نسخ لها عدا المقتطفات الأخرى، وأهمها في متحف برلين، وقد عني بترجمتها والتعليق عليها الألماني "فوجلزانج" في كتابه.

شخصيات القصة.
1. "خو-إن-إنبو": بطل القصة الرئيسي "القروي الفصيح".
2. "چحوتى نخت": مدير ضيعة "برفيفي" نيابة عن رئيسه "رنسي بن مرو".
3. "رنسى بن مرو": وهو كبير مديري الضياع الملكية.


ملخص القصة
إنها قصة فلاح أو واحيّ أو بالأحرى قروي من سكان وادي النطرون. كان يكسب قوت يومه من الإتجار بمنتجات واحته مع وادي النيل في عهد "نب - كاو - رع - خيتي" الثاني. وأثناء توجهه إلى العاصمة وعند نقطة تقع عند مستوى منطقة دهشور مرّ بضيعة يشرف عليها موظف جشع يدعى "چحوتى نخت"؛ الذي أوقعه في شرك كان ينطوي على حيلة بسيطة، فقد بسط "نمتي - نخت" في طريق الواحة قطعة قماش ليجبر حمار ألواحي أن يطأ جانبًا من حقل يمتلكه. وأثناء مرور الحمار قتلع بعض عيدان الشعير وأكلها. ورأى المشرف على الضيعة الفرصة سانحة لينقض على الواحي ويقبض عليه ويستولي على ما يحمله من خيرات.

وتقدم الواحي بشكواه إلى "رنسي بن ميرو"؛ الذي كان يدير الضياع لحساب الملك، والذي كان يبارح منزله لتوه ويهم بالإبحار على متن سفينته: 
"يا كبير الأمناء، يا سيدي، يا عظيم العظماء. إنك ترعى كل موجود ! إذا هبطت أنت فوق سطح بحيرة العدالة فأبحرت مع هبوب الرياح المواتية وامتلأ شراعك هواءً، فلن تتباطأ سفينتك في سيرها. ولن تصاب ساريتها بعطب ولن تتحطم عوارضها ولن يجرفك التيار لحظة رسوّك، ولن يسحبك، ولن تعاني من متاعب النهر! لن يخافك أحد. فتتجمع الأسماك من حولك جماعات، وتلمس بيدك من الطيور أسمنها. أنت والد لليتيم، وزوج للأرملة، وأخ للمطلقة. أنت نقبة من ماتت أمه. دعني أعمل ليطبق صيتك الآفاق، بعيداً عن أفضل القوانين. إنك ترعى كل موجود. ولا تعرف الجشع. أنت العظيم المنزّه من كل دنيء! اقض على الكذب! لينبثق العدل والحق! استجب لشكواي! إني أرفع صوتي كي تسمعني وتقيم العدل! أنت الذي يثني عليه من ينالون ثناء الآخرين، لأنك طردت البؤس. أجل لقد قُبِضَ عليَّ أنا لأمثُل أمام القاضي وصرت معدًما


موقع احداث قصة القروي الفصيح على الخريطة المصرية


وسرعان ما يشك الفلاح في تواطؤ "رينسي" مع من سرقه عندما وجد أنه لم يستجب إلى عريضته الأولى التي تقدم بها. ولكن "رينسي" نقلها إلى الملك الذي عُرف عنه ولعه الشديد ببلاغة رجال القضاء. فترك الواحي يترافع عن قضيته حتى تبلغ مرافعاته تسعًا. وقد تكفل طوال هذه المدة بأسرته دون علمه. ومرَّ الواحي المسكين بلحظات أمل وضيق. فلما كان يظن أن النصر صار قاب قوسين ويتفاخر قبل الأوان بما حققه، إذا بهم ينهالون عليه ضربًا. ولما انتهى من دفاعه التاسع أيقن أنه قد خسر كل شيء واستعد لمواجهة الموت فسلّم أمره للإله "أنوبيس". وعندئذ رأى النصر يتحقق. فقد أقرَّ الملك بحقه السليب ووهبه كل ممتلكات مشرف الضيعة "چحوتى نخت" لما لمسه من عدم أمانته.
لقد زخرت بلاغة ذلك القروي بزخرف اللفظ وكانت أكثر من مجرد تسلية. فقد بنى كل خطاب من خطاباته بحيث يبرز من خلال أسلوب مجازي المجابهة التي تحتدم بين القوى السلبية والقوى الإيجابية، وتمزق مجتمع ذلك العصر. إن التفاؤل الذي يصبغ نهاية القصة يكشف عن طبيعة هذا العمل الأدبي. فالملك بما لديه من سلطان يستطيع أن يعاقب الأشرار ويعيد التوازن إلى سابق عهده. واستنادًا إلى هذه النهاية، يميل البعض إلى اعتبار أن القصة ترجع إلى عصر الدولة الوسطى. ولكن يجدر بالملاحظة أن الشاكي قد تقدم في نهاية المطاف بحجته الأخيرة عندما لجأ إلى "أنوبيس". فالواحي يحمل اسم "خو-إن-إنبو"الذي يعني" المحمي من قبل ‘أنوبيس’"، ومن ثمْ فهو في حمايته وتحت رعايته. فهل يعني ذلك أن تأمين عدالة الدنيا لا يتحقق إلا بفضل محكمة الآلهة بما تثيره من رهبة في نفوس الأحياء؟ 


تمثال من حجر البازلت الاسود للإله أنوبيس

ودون الوصول إلى هذه النتيجة قد نكتفي بملاحظة أن المصريين قد تخلوا عن ركونهم المطلق إلى قرار يصدره الملك. وأصبح مصيرهم الجنائزي يتوقف على ما يقدمونه من كشف حساب.

الرسالة التي أدتها قصة "القروي الفصيح"
جاءت هذه القصة معبرة عن أهم نتائج الثورة الإجتماعية والتى من أهمها :-
1- أنها استثارت الوعي القومي لدى المفكرين.
2- دفعت طبقة المفكرين إلى رسم صورة للحاكم الصالح، بعد أن جربت الحاكم المطلق وبعد أن رأت بنفسها سيطرة العوام.
3- نشأت طبقات جديدة عصامية.
4- شجعت المصريين على إعلان رأيهم في معتقدات الأسلاف.
5- ظهور اتجاهات متميزة بين المصريين؛ منها: 
  1.  الاتجاه المتشكك المتطرف.. الذي شك معتنقوه في مقومات الخلود، وهو فريق متشائم يائس، يتضح لنا هذه التيار بأجل صوره في بردية "حوار اليائس مع روحه".
  2.  والاتجاه الثاني.. متطرف أيضًا، رمى أصحاب الاتجاه الأول بالكفر. 
  3.  في حين أن الاتجاه الثالث.. أصرَّ أصحابه على معتقدات الأسلاف في الخلود.
  4.  بينما الاتجاه الرابع.. آمن بأن الخلود حق للجميع لاشك فيه، ولكنهم آمنوا بأن سعادة الفرد في أخراه لا ترتبط ببناء المقابر الفخمة، بقدر ما ترتبط بصلاح أعمال الإنسان في دنياه، ومقدار إيمانه بعدل أربابه في الآخرة.

ملخص القصة للدكتورأحمد فخري
تبدأ هذه القصة فتذكر أنه كان هناك شخص يسمى "خو- إن - انوب" كان من سكان وادي النطرون، وكانت له زوجة تسمى "مريت". أراد هذا الشخص أن يسافر إلى وادي النيل ليحصل على طعام وغلة لأولاده، فأعدت له زوجته ما يكفيه من زاد للطريق، وترك لها ولأولادها الشيء القليل حتى يعود، وحَمَّل حميره بكل ما كان في وادي النطرون من ملح ونطرون وأعشاب مختلفة الأنواع، وكان الناس في مصر يقبلون على شرائها، كما حمل أيضًا معه بعض عصي من واحة الفرافرة وجلود الفهد والذئب وغيرها.

وساق حميره قاصدًا مدينة أهناسيا (التابعة لمديرية بني سويف) التي كانت عاصمة لمصر في هذا الوقت. فلما وصل إلى منطقة يقال لها "بر- ففي" وجد هناك رجلاً واقفًا على حافة النهر يسمى "جحوتي نخت" من أتباع "رنسي بن مرو" الذي كان في ذلك الوقت رئيس حجاب القصر، وكان من أكبر الموظفين المقربين من الملك، وطمع "جحوتي نخت" في سلب شيء مما كان مع ذلك القروي، فلجأ إلى الحيلة، وطلب من خادمه أن يحضر له قطعة من القماش وفرشها فوق الطريق، فكانت إحدى حافتيها تتدلى في ماء النهر والحافة الأخرى فوق الشعير الذى كان مزروعًا على الجانب الآخر من الطريق، فلما وصل إليه القروي حذره رنسو من أن يمر فوق القماش، فأجابه القروي بأنه سيفعل ما يريد، وساق حميره إلى الحقل فصرخ فيه سائلاً عما اذا كان يريد أن يجعل من شعيره طريقًا، فأجابه: 
"إني لا أقصد إلا سبيل الخير. الجسر مرتفع والطريق الوحيد هو (السير) في الشعير؛ لأنك سددت طريقنا بثيابك. ألست تسمح لنا بالسير؟".

وأثناء مناقشتهما مال أحد الحمير على الشعير فقضم منه فقال تحوتي- نخت بأنه سيأخذ ذلك الحمار جزاء على أكله لشعيره، فصاح القروي المسكين معترضًا، وهدد بأنه لن يسكت على ذلك، فإنه يعرف أن صاحب هذه الأرض هو رئيس حجاب القصر "رنسي بن مرو" الذي يحارب السرقة في جميع أنحاء البلاد، ومع ذلك فهو يسرق في أرضه. ورد عليه جحوتي- نخت مغلظًا، ثم أخذ عصا وانهال عليه ضربًا وأخذ حميره كلها. وبكى القروي بكاء مرًا مما حل به، ولكن جحوتي- نخت نهره وأمره بالصمت؛ لأنه على مقربة من معبد لأوزيريس الذي كان من صفاته أنه "رب الصمت"، فرد عليه القروي "انك تسرق متاعي؟ والآن تريد أن تأخذ الشكوى من فمي. يارب الصمت رد عليَّ متاعي حتى لا أصرخ".
وظل القروي عشرة أيام يستعطف "جحوتي نخت" دون جدوى، فلما يئس ذهب إلى اهناسيا ليشكو إلى رنسي، وقد قابله عندما كان يهم بالنزول إلى سفينة كانت تستخدم كمحكمة، فخاطبه القروي سائلاً أن يرسل اليه خادمًا يثق فيه ليقص عليه ما حدث له، ففعل ذلك وعلم بما جرى له، فرفع شكوى إلى من كانوا معه من القضاة ضد "جحوتي نخت" ولكنهم ردوا عليه بأنه ربما كان ذلك القروي أحد فلاحي "جحوتي- نخت"، وأنه ربما أراد تركه والذهاب للعمل عند غيره، وعز عليهم أن يحاكموا جحوتي- نخت لأجل كمية تافهة من النطرون والقليل من الملح، وطلبوا منه أن يطلب إلى جحوتي نخت أن يعوضه عنها، ولن يتأخر عن فعل ذلك.
وجاء القروي إلى رنسي شاكيًّا، وذكره بأنه المسئول عن تنفيذ العدل، وأنه أب لليتيم وحامي المظلوم، وذكره بأنه يجب عليه أن يقيم العدل بين الناس، وينتصر له لأنه ذو أعباء وفقير وضعيف ولا ناصر له. وذهب رنسي إلى الملك وقص عليه قصته، وقال له بأن واحدًا من أولئك القرويين الفصحاء الذين يجيدون الحديث، ظلمه أحد الرجال، فقصد إليه شاكيًّا فطلب إليه الملك ألا ينصفه حتى يزيد من قوله، وأن يسجل هذا كله كتابةً، وفي الوقت ذاته أمره بأن يرتب لزوجته وأولاده في وادي النطرون مؤونة من الطعام، وأن يرتب له أيضًا ما يكدون أن يعلم أنه هو الذي فعل ذلك.
وأخذ القروى يتردد يومًا بعد آخر، وأتبع شكواه الأولى بثانية ثم بثالثة حتى بلغت تسعًا، وفى كل واحدة منها يتفنن في المطالبة بحقه، ويذكره بمسئوليته عما حدث له ويحذره من غضب الله عليه لمناصرته للظلم. وفي نهاية شكواه التاسعة ظهر عليه اليأس فاختتمها بقوله: "انظر! إني أقدم شكواي إليك ولكنك لا تصغي لها. وسأذهب الآن وسأرفع شكواي ضدك إلى أنوبيس". وبدأ القروي يسير بعيدًا عنه معتزمًا تنفيذ ما هدد به، وهو أنه ذاهب إلى إله الموتى، فأرسل خلفه اثنين من أعوانه عادا به وكان خائفًا لئلا يعاقبه رنسو على ما بدر منه في شكواه ولم يصدق في بادئ الأمر أذنيه عندما طمأنه رئيس الحجاب، وأخيرًا أمر بإحضار البردية التي سجلوا فيها كل ما قاله. وتستمر القصة فتقول بأن الملك "نب -كاوو - رع" أعجب بأقوال ذلك القروي إعجابًا شديدًا، عندما قرأها وأنه طلب من رنسو أن يتولى الحكم بنفسه. ونفهم من الأجزاء المهشمة في نهايتها أن العدل قد أخذ مجراه، وأنهم لم يردوا للقروي ما سرق منه فحسب، بل أعطوه كل ما كان يمتلكه "جحوتي - نخت" تعويضًاعما أصابه.

التكوين البنائي للقصة
مرت قصة "القروي الفصيح" بمرحلتين أساسيتين: 
الأولى, مقدمة قصصية: وطريقة عرضها أبدع ما رأيناه في الأدب المصري، وهي جديرة من حيث تعبيرها عن العواطف الإنسانية بأن توضع جنبًا لجنب مع أية قطعة من هذا النوع وردت في العهد القديم.
الثانية, خطب تسع: أشتهر بها ذلك الفلاح الحرب على ما كان يرتكبه الموظفون من الفوضى والظلم والعبث بصغار الفلاحين، فكان بخطبه من اكثر شهرة ممن حملوا الأقلام, الذين طالبوا بالعدالة الاجتماعية. وكانت خطبه تلقى رواجًا لإمتاعها، ولأنها موجهة إلى أغنياء هذا العصر الذين اختصوا أنفسهم دون الفقراء بالثروة والمتاع. وبالرغم من بعض الغموض الذي يبدو في أسلوبها لما احتوته من استعارات قوية وتشبيهات غريبة فإنها تعتبر أدبًا من الطراز الأول في عصرها وفي العصور التي تلته. ومما أكسبها ذيوعًا وانتشارًا ما تضمنته في طياتها من تهكم لاذع يميل إليه المصريون القدماء بسليقتهم، ولو 
أنه كان يهدف إلى غرض خلقي سام

ولاريب في أن القصة ترسم صورة حية ناطقة لميل الموظفين عن جادة العدل والحق، إذا لم يكن عليهم ملك رشيد عادل يخافون سطوته. ومن الظواهر الغريبة فيها أنها لأول مرة في تاريخ أدب العالم تشبّه العدالة بالميزان، وتتحذ من أجزاء الميزان استعارات وأوصافًا لنواحي العدالة، ونجد هذا التشبيه الآن سائدًا في كل لغات العالم. وقد ظهر بصورة واضحة في القرآن الكريم. 

جزء للمتخصصين فى الأدب


تحليل قصة القروي الفصيح في ضوء الأدب المعاصر 
يعرف النقاد القصة بأنها "حكاية مصطنعة مكتوبة نثرًا تستهدف استثارة الاهتمام سواء أكان ذلك بتطور حوادثها، أو بتصويرها للعادات، والأخلاق، أو بغرابة أحداثها".

الأنواع القصصية
1 الرواية: هي أكبر الأنواع القصصية حجمًا
2 الحكاية: وهي وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.
3 القصة القصيرة: تمثل حدثًا واحدًا، في وقت واحد وزمان واحد، يكون أقل من ساعة
وهي (حديثة العهد في الظهور). وهذا كلام بعيدًا عن الصواب فلدينا جذور القصة القصيرة في الأدب المصري القديم بكل سماتها، فمصر هي أول بلد نشأت فيه القصة القصيرة التي كتبت أو كانت تُقَص على سامعيها للتمتع بها دون أي هدف آخر، أي أنها كانت قصة لغرض القصة، ولم تكن تفسيرًا لبعض المظاهر الكونية، أو كانت تشير إلى أمر يختص بأحد الآلهة كتوضيح نشأته، أو صلته بغيره. ولا مراء في أن الأدب التعليمي الذي وصل إلى ذروته عقب انقضاء عهد الدولة القديمة قد أثر تأثيرًا عظيمًا في خلق القصة القصيرة.
4 الأقصوصة: وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم منظر.
5 القصة: وتتوسط بين الأقصوصة والرواية ويحصر كاتب الأقصوصة اتجاهه في ناحية ويسلط عليها خياله، ويركز فيها جهده، ويصورها في إيجاز.

عناصر القصة
الموضوع
يختار القاص موضوعه من:
- تجاربه: متناولاً النفس البشرية، وسلوكها، وأهواءها.
- تجارب الآخرين: متناولاً المجتمع بالنقد، والتحليل.
- ثقافته: متناولاً موضوعات فكرية، وفلسفية.
- من التاريخ: متناولاً نضال الشعوب، والأحداث الوطنية، والسياسية. 
- من الوثائق.
وموضوع قصة "القروي الفصيح" يدخل تحت النوع الأول وهو "التجربة الشخصية".

الفكرة (فكرة القصة)
هي وجهة نظر القاص في الحياة ومشكلاتها التي يستخلصها القارئ في نهاية القصة.

الحدث
هو مجموعة الأعمال التي يقوم بها أبطال القصة ويعانونها، وتكون في الحياة مضطربة ثم يرتبها القاص في قصته بنظام منسق لتغدو قريبة من الواقع. وقصتنا فإن الحدث المحرك للموضوع هو تعرض ذلك الفلاح للسرقة، والظلم ثم سعيه للحصول على حقه والاستماتة في طلبه.

تصميمات عرض الحوادث 
تتم تصميمات عرض الحوادث بواحدة من الطرق الثلاث الآتية:
1 النوع التقليدي: وفيه ترتب الأحداث من البداية ثم تتطور ضمن ترتيب زمني سببي.
2 الطريقة التي تنطلق من النهاية ثم تعود بالقارئ إلى البداية والظروف، والملابسات التي أدت إلى النهاية.
3 الطريقة التي يبدأ بها الكاتب الحوادث من منتصفها ثم يرد كل حادثة إلى الأسباب التي أدت إليها. وتنتمي قصتنا إلى النوع الأول التقليدي.

الحبكة
هي فن ترتيب الحوادث وسردها وتطويرها. والحبكة تأتي على نوعين هما:
1 الحبكة المحكمة: وتقوم على حوادث مترابطة متلاحمة تتشابك حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر نحو الحل. 
2 الحبكة المفككة: وهنا يورد القاص أحداثًا متعددة غير مترابطة برابط السببية، وإنما هي حوادث ومواقف، وشخصيات، لا يجمع بينها سوى أنها تجري في زمان، أو مكان واحد. وتدخل قصة القروي الفصيح تحت النوع الأول؛ وهو الحبكة المحكمة.

البيئة الزمنية والمكانية
هي الطبيعة الجغرافية التي تجري فيها الأحداث، والمجتمع والمحيط وما فيه من ظروف وأحداث تؤثر في الشخصيات. وقد نجح كاتب القصة في وصف البيئة المكانية بكل دقة حينما كان الفلاح مازال في قريته ثم لما نزل إلى أهناسيا. 
البيئة الزمانية: هي المرحلة التاريخية التي تصورها الأحداث. أمضى لم يتغافل الكاتب عن عامل الزمان لأنه مهم فى تعايش القارئ مع مأساة ذلك الفلاح الذي أمضي عشرة أيام يتوسل إلى "جحوتي نخت" ثم بعد أن يئس منه اتجه إلى "رنسي بن مرو" ومكث أيامًا هي مدة شكاواه التسع.


 الشخصيات
1 شخصيات رئيسية
تلعب الأدوار ذات الأهمية الكبرى في القصة.
- "خو - إن - إنبو": بطل القصة الرئيسي "القروي الفصيح".
- "چحوتى نخت": مدير ضيعة "برفيفي" نيابة عن رئيسه "رنسي بن مرو".
- "رنسي بن مرو": وهو كبير مديري الضياع الملكية.
2 شخصيات ثانوية
دورها مقتصر على مساعدة الشخصيات الرئيسة أو ربط الأحداث.
- "مريت": زوجة القروي "خو- إن-انبو".

الطرق التي يعرض بها القصاص شخصياته
1 الطريقة التحليلية: وفيها يرسم القصاص شخصيته، وعواطفها ويعقب على تصرفاتها.
2 الطريقة التمثيلية: وفيها ينحّي القاص ذاته، ويترك الشخصية تعبر عن طبيعتها من خلال تصرفاتها. وقد عرض القاص شخصيات قصته بالطريقة التحليلية التي تصب في ما يتعرض له من أحداث لا يرضي عنها من هذه الشخصيات

الصراع
هو التصادم بين إرادتين بشريتين، وهو نوعان:
1 خارجي: بين الشخصيات.
2 داخلي: في الشخصية نفسها.
وقد غلب على عنصر الصراع في قصة القروي الفصيح أنه صراع خارجي بين القروي ومن ظلمه "جحوتي نخت". 

العقدة والحل
تأزم الأحداث وتشابكها قبيل الوصول إلى الحل. وقد أبدع القاص في الوصول بقصته من العقدة مرورًا باليأس ثم جاء الحل، وانتصرت قضية القروي، وأخذ حقه بغير ما كان يتوقعه.

نقلتها لكم 
منال رأفت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكل من ترك تعليقا

إبحث فى الويب مع جوجل

Custom Search

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

التسجيل

ادخل بريدك الإلكترونى و احصل على احدث المواضيع:

Delivered by FeedBurner