الماضى جزء من الإنسان و بقدر سنه يقاس ماضيه فكلما كبر الإنسان طال ماضيه, و كلما كان الماضى أطول مما تبقى له من مستقبل زاد تأثير ذلك الماضى عليه. فإحساسه ان العمر مر و لم يتبقى له إلا القليل يزيد فى هذا الأثر على نفسيته و طريقته فى التفكير.
و لهذا فالماضى يؤثر تأثيرا كبيرا على الإنسان و إذا اردت معرفة إنسان إعرف ماضيه, ليس كنوع من حب الإستطلاع و لكن كنوع من الدراسه للشخصية التى أمامك لتتعرف عليها و تفهمها و تعرف كيف تتعامل معها.
فى رأيى الناس نوعان من حيث تجربة الماضى.
نوع له ماض جميل و تجربه رائعة .
و نوع آخر ماضيه شائك و تجربته مؤلمة أو سيئة.
النوع الأول صاحب التجربه السعيدة تجده يتعامل مع الحياة بقلب مفتوح و عقل مضئ و نفس راضيه.
أما النوع الآخر صاحب التجربه الشائكة السيئه فيختلف تأثره بتجربته بحسب الطريقة التى تربى عليها و نشأته و كذلك تعتمد على طريقة تقبله للتجربه و تصرفه حيالها و تختلف ايضا حسب قوة التجربة و شدة تأثيرها عليه.
و من هنا تجد صاحب التجربه السيئه إما أن يتحول إلى إنسان جميل عطوف يحب أن يُجنب الناس ان يتكبدوا العناء فى مثل تجربته هو و يود إبعاد شبح تجربته عن الناس, من كثرة ما عانى هو.
و قد تجده على العكس يقول لماذا لا يعانى الناس كما عانيت انا؟
أهم أفضل منى؟
دعهم يعانوا ... و يجلس متشفيا فى آلام الناس.
و قد تنتج التجربة نوعا آخر من البشر لا يرى فى الناس إلا ما رآه فى تجربته هو. فكل الناس تتشابه عنده من مجرد كلمه أو تصرف بسيط و يقول كل البشر هكذا. و تتساوى عنده الناس جميعا و قد يعتزلهم.
 |
| لحظة تأمل |
يا اعزائى لا هذا و لا ذاك.
كل إنسان له سماته الخاصة لا رجل يشبه رجل ولا مرأة تشبه مرأة, كل له صفاته و اخلاقه و تربيته و تجربته و طريقته فى الحياة.
عاملوا كل إنسان بطريقتكم انتم و بخلقكم انتم فمعاملتك تنم عنك و لا تنم عنه و توضح سلوكك أنت لا سلوكه هو.
تذكروا أن التجارب الجميلة تترك شخصية جميلة و التجارب السيئة قد تترك إنسانا مختلفا الى حد ما عن ذلك الإنسان الذى بدأ حياته كشاب بقلب مفتوح للحياة و قابل ما عانى منه من تجارب سيئة تركت فى نفسه اثرا بعيدا قد لا يستطيع ازالته بسهوله.و هذا النوع من الناس يجب أن تتعامل معه بطريقة مختلفة إلى حد ما فهو شديد الحساسيه لكل ما حوله. حاولوا مساعدته على تخطى عثرته و نسيان تجربته المريرة.
بقلمى منال رأفت
شكرا لكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا لكل من ترك تعليقا