10/30/2012

حركة اليد فى الغناء الفرعونى هى أصل النوتة الموسيقية!! كما أكد علماء أوروبا


**الناى والمزمار من أقدم الآلات الموسيقية المصرية

**كشفت بردية "الرمسيوم" عن وجود المسرح الغنائى لدى قدماء المصريين.



**الفراعنة علموا العالم القديم "الدندنة" على أصولها، وجعلوه يتراقص طرباً على المزمار والناى والقيثارة والقانون والصلصا والصناجات، كل هذه الآلات الموسيقية عزفت فى حب مصر.

**الفراعنة أشعلوا الدنيا موسيقى وغناء وطرباً على أصوله .. عرفوا الاستعراض الغنائى والأشعار الغنائية والنوتة الموسيقية، وأقاموا الحفلات الفنية والتمثيليات الليلية التى شاهدها هيرودوت. 

اليوم ماذا بقى فى ذاكرة العالم عن الغناء الفرعونى؟
بقى الكثير .. ما أجمل أن يكون الغناء الفرعونى لتنمية الإحساس وإشاعة الجمال .. وتأصيل الفضائل . كيف أن حركة اليد عند المغنى الفرعونى هو أصل النوتة الموسيقية؟!

**شهد العالم الأمريكى "برستد" أستاذ التاريخ المصرى القديم و "هيرودوت" المؤرخ الإغريقى و"أفلاطون" الفيلسوف اليونانى بأن هناك قوانين صارمة قيدت الموسيقى الفرعونية، وأن الأطفال تعلموها منذ الصغر، وأن الشباب كان يتغنى بما يقدمه له المتخصصون فقط من موسيقى هادفة تطهر النفس والأغانى التى تحض على الفضيلة ومكارم الأخلاق.

**كانت هناك محظورات تحفظ المدنية الموسيقية المصرية .. "هيرودوت" يقول إنه سمع أغنيات فى مصر صارت شعبية فى بلاد اليونان وينشدها الناس فى كل مكان كذلك "صولون" المشرع اليونانى الذى حضر إلى مصر ونهل من معين الموسيقى المصرية، وما يقوله "أفلاطون" فى كتابة "الجمهورية" شهادة على أنها خير نموذج للموسيقات القيمة، وما شاهده "جوفينال" فى كوم امبو والمسرحيات الغنائية فى الرامسيوم وما ذكره أول ممثل هزلى .. كل هذا يقيم الدليل على تفرد الفراعنة بموسيقى راقية علمت العالم الدندنة على أصولها ..

**ماذا يقول عالم المصريات الألمانى د. دانيال ده. بوك عن عالم الموسيقى عند الفراعنة؟

سألته: ماذا بقى فى ذاكرة العالم عن الغناء الفرعونى؟
أجاب: الغناء الفرعونى .. والموسيقى الفرعونية كانت لتنمية الإحساس وإشاعة الجمال .. والأغانى وضعت لتأصيل الفضائل، وكان المغنى المصرى القديم يجلس أثناء غنائه مرتكزاً على إحدى ركبتيه رافعاً الأخرى ملوحاً بيده فى الهواء، راسماً حركات انتقال اللحن، ناظماً ترتيب الإيقاع، وبهذه الحركات يقود المغنى الضارب بالجنك واللاعب بالناى، ولذا تجد العازف فى أغلب الأحيان جالساً تجاه المغنى متابعاً حركاته بيده.

سألته: فيم تكمن أهمية حركة يد المغنى؟
أجاب: حركة يد المغنى القديم بهذا الشكل المنتظم تترجم التعبير عن شعوره ومقدار تأثره باللحن كما أنها تساعد ذاكرة المغنى على استعادة اللحن، فهى له بمثابة النوتة الموسيقية .. وفى الحقيقة كانت حركة يد المغنى المصرى عظيمة الأهمية فى الموسيقى المصرية القديمة حتى إن الغناء باللغة المصرية كان يسمى "حسيت أم جرت" ومعناها حرفياً "الموسيقى بواسطة اليد" .. كما كان يرمز للغناء فى النفوس برسم ساعد اليد.

سألته: إذن لغة اليد هى أصل النوتة الموسيقية؟
أجاب: يعترف علماء الموسيقى فى أوروبا بأن حركة اليد فى الغناء المصرى القديم ويسمونها لغة اليد" هى أصل التدوين الموسيقى وكتابة النونة.

سألته: ومتى إذن فكرت أوروبا فى التدوين الموسيقى؟
أجاب: بعد مرور عدة قرون على ظهور المسيح، أى بعد مرور أكثر من أربعة آلاف عام على التاريخ الذى نحن بصدده الآن، فكرت أوروبا لأول مرة فى تدوين الموسيقى، وقد استعملت الطريقة المسماه "نويمن" وهى تدوين الموسيقى برموز لا تظهر مقدار حدة كل نغمة بمفردها أو مقدار زمنها بل تبين فقط اتجاه اللحن ومقدار ما بين النغمات من المسافات.

سألته: هى نفس الطريقة الفرعونية؟
أجاب: يقول الأوروبيون أنفسهم إن هذه هى الطريقة المصرية القديمة تماماً مع فاروق أن مصر رسمت باليد فى الهواء وأوروبا رسمت باليد على الورق.

سألته: والطريقة الأحدث؟
أجاب: لغة اليد هى أحدث طريقة تستعملها أوروبا الآن فى تدريس الموسيقى للأطفال وتنقيحها، وأصبحت قائمة بذاتها تعرف فى مصر بطريقة "القرار دو" وتمتاز بسهولتها وبساطتها بالنسبة للمبتدىء.

سألته: وكيف كان الغناء الفرعونى؟
أجاب: كان الغناء عند قدماء المصريين على النحو الذى لا يزال عليه إلى اليوم فى جميع البلاد الشرقية، حيث يغمض المغنى عينيه قليلاً ويقلص أنفه ويشد عضلات الفم مع مد رقبته وغير ذلك، مما يجعل الغناء أنفياً، وكان من عادة المغنى كما هو الحال كذلك فى اللاد الشرقية إلى الآن أن يضع كف يده اليسرى تجاه أذنه وخده ورقبته بحيث يكون الإبهام خلف الأذن وذلك ليتمكن المغنى من الضغط به على القناة الهوائية الموصلة بين الأذن والأنف – قناة "استاكيوس" 
- فتتغير تموجات الهواء الموجودة بالقناة فتنجم عن ذلك الترجيعات الصوتية.

الآلآت الوتريه الفرعونيه فى متحف اللوفر









سألته: وآلات الطرب؟
أجاب: إن ما تصنعه يد الإنسان يدل على مقدار ما فيه من حذق أو سذاجة، ومجموع ما تخرجه أيدى الصانع يعد صورة من عقلية بلاده ومرآة لحضارتها .. ولذلك توصل المؤرخون إلى أنه فى تتبع تطور الصناعة فى أى بلد اهتداء إلى مقياس استعداده الطبيعى للتقدم، وهذا الرأىتتجلى صحته فى صناعة الآلات الموسيقية عند قدماء المصريين والتى كان يستعين بها المغنى المصرى القديم ليطرب بها أهل المغنى من المصريين، وقد تنوعت الآلات الموسيقية فى أرض الفراعنة على أحد عصورهم المختلفة، وبلغت صناعتها حداً من الإتقان جلياً عن المدينة وأظهر شأوها وكانت الموسيقى المصرية القديمة المثل الأعلى لجميع موسيقات العالم فى كل العصور المختلفة.

سألته: الفضل لمن؟
أجاب: للكهنة، منهم الذين حافظوا على مدنية مصر الموسيقية وعملوا على استبقائها بعيداً عن المؤثرات الأجنبية وحفظها إبان ضعف مصر.

** هناك شهادة للعالم الأمريكى "برستد" فى هذا الصدد؟
- يقول العالم الأمريكى "برستد" أستاذ التاريخ المصرى القديم، إنه فى عهد ملوك "سايس" تملك الشعب المصرى شوق عظيم إلى إحياء المدينة القديمة والتقرب فى حياته إلى كل قديم. وقد انتهز الكهنة هذه الفرصة فأبعدوا عن الهياكل كل ما كان دخيلاً، واقتصروا على استعمال الآلات الموسيقية المصرية الخالصة التى كانت تستعملها الدولة القديمة .. كما أنهم عندما شعروا بالخوف على أصالة الموسيقى المصرية ونقائها وخشوا من تأثير الموسيقى الأجنبية على وجدان الشعب سنوا للموسيقى المصرية قوانين غاية فى الشدة.


** وماذا يقول هيرودوت؟
المؤرخ الإغريقى هيرودوت الذى حضر إلى مصر فى القرن الخامس قبل الميلاد يقول: لم يكن المصريون ليسمحوا إلا بما هو وطنى لا أثر للأجنبى فيه.

** قال أفلاطون: لم تكن الموسيقى الفرعونية حرة بل قيدتها القوانين .. كيف ذلك؟
- تحتم على الأطفال مزاولتها فى سن معينة. كما أنه لم يكن مسموحاً للشباب بأن يتغنوا إلا بما ينتقيه لهم الموسيقيون المصريون من الموسقى الجيدة التى تطهر النفس ويتخيرون لهم من الأغانى الحاثة على الفضيلة ومكارم الأخلاق، فقد كان محظوراً على الموسيقيين كجميع المشتغلين بباقى الفنون الجميلة ابتداع أى شىء جديد، بل عليهم أن يحذوا حذو النماذج القديمة .. وبفضل المصريين وعظيم حرصهم على ذخائرهم الموسيقية تمكنت مص من المحافظة على هذا الجانب الحضارى، رغم ما تعاقب عليها من مدينات أجنبية قوية متعددة بل كان تأثير المدنية المصرية شديداً جداً فى كل ما غزاها من الأمم، فتحقق بذلك ما يسجله التاريخ من أى المدنية العريقة للدول تثأر لنفسها من قوة سيف الأمم الفاتحة.

** والأغريق؟
- الإغريق هم أقدم أمم أوروبا حضارة، وأكثر المماليك التى فتحت مصر مدنية موسيقية، وقد تأثروا تأثراً شديداً بالموسيقى الفرعونية، ووقعت تعاليم الموسيقى اليونانية تحت سيطرة تعاليم الموسيقى المصرية القديمة واصطبغت تماماً لها فى نظرياتها وفى أكثر آلاتها التى انتقلت من مصر.

سألته: ما معنى انتقال آلة موسيقية من بلد إلى بلد؟
أجاب: كما هو ثابت فى علم الآلات الموسيقية فإن الآلة إذا انتقلت من بلد إلى بلد انتقلت معها موسيقاها، وتسير كتابات فلاسفة اليونان أنفسهم إلى تأثير الموسيقى المصرية فى اليونان، فلقد قرروا أن المصريين القدماء هم أساتذتهم.





سألته: ماذا تعنى شهادة هؤلاء الفلاسفة؟
أجاب: تعنى الكثير ويزيد من قيمتها من الوجهة الموسيقية الفنية ما نعلمه من أن الفيلسوف قديماً كان مجمعاً لأنواع العلوم والفنون وفى صدرها الموسيقى ورياضياتها، ونخص بالذكر أفلاطون، فهو قبل أن يفد إلى وادى النيل كان قد درس أصول الموسيقى اليونانية على يد أحد مشاهيرها، فهو إذن ضليع فى هذا الفن مما يجعل لشهادته للموسيقى المصرية قيمتها لاسيما أنها أجنبية عنه .. على أننا لو لاحظنا أن فلاسفة اليونان كلارفيوس وفيثاغورث وأفلاطون وغيرهم ممن وضعوا أسس الموسيقى اليونانية ورياضياتها هم أنفسهم تلامذة المصريين القدماء، وقد حصلوا من تلك العلوم والفنون ما تميزوا به عن سواهم وأعجز خلفهم عن مجاراتهم فحلقوا فى سماء لم يصل إليها أحد من مواطنيهم .. لو لاحظنا ذلك لوجدنا شاهداً جديداً على مقدار تقدم العلوم والفنون الموسيقية عن الفراعنة.

سألته: الأغانى مقياس من مقاييس الحضارة ..
أجاب: كلما ارتقى شعب ارتقت عنه أغانيه، وتلط الظاهرة بعينها تمثلت فى الأغانى المصرية القديمة.

سألته: وتدل أيضاً على سلامة التفكير؟
أجاب: الأغانى الفرعونية تبرهن على أن أهل المغنى كانوا أهل عمل تربوى لا ينسى حظه من المسرات شأنه فى ذلك شأن كل شعب سليم التفكير.

سألته: ماذا عن ألحان تلك الأغانى؟
أجاب:عن ألحان تلك الأغانى ونغماتها فليس لدينا ولا لدى أى باحث دليل عليها.

سألته: كيف؟
أجاب: كيف يمكن الوصول إلى نغمات اندثرت منذ آلاف السنين وألحان لم يكن لها وعاء غير حناجر الفنانين وأصابع العازفين إذا ما وقعت بالآلات؟!..

سألته: تقصد أن مستقرها الوجدان وحده؟
أجاب: إذا نطقت نقوش قدماء المصريين عن براعتهم فى فن كالتصوير أو الرسم مثلاً، فكيف لتلك النقوش أن تفصح عن نغمات كان المرجع الوحيد فيها الأذن وحدها؟!.. الأنغام لا تترك فى مكان مزاولتها أثراً ظاهراً فمستقرها الوجدان وحده.

سألته: ماذا عن المزمار والقيثارة والقانون والصلصا؟
أجاب: كلها آلات كانت معروفة فى عهد الأهرام وكانت تشترك آلتان فى العزف معاً وأحياناً ثلاث آلات، أما الصلصا فكانت عبارة عن رأس حات حور مركبة فوق مقبض.

سألته:عزف الفراعنة الآلات الوترية؟
أجاب: عرفوا الآلات الوترية ومنها الجنك، ثم اصطنعوا منذ الدولة الحديثة حين اتصلوا بمن جاورهم من شعوب آسيا العود والربابة والطنبور وذلك فضلاً عن الصلاصل والطبول والدفوف وأبواق الحرب.

سألته: والفرق الموسيقية؟
أجاب: كانوا يعزفون فرادى وجماعات من الرجال والنساء، وفى فرق مختلطة متكاملة مع الرقص والغناء.

سألته: هناك من كان يحترف الموسيقى؟
أجاب: كان من بينهم من احترف الموسيقى كوسيلة لكسب العيش حتى من المكفوفين، وفى مقبرة "مروروكا" فى سقارة نجده فى صحبة زوجته وهى تطربه بعزفها على الجنك.


بقلم/ رسالة ألمانيا : محمد عبد الحميد
المصدر/ مجلة الإذاعة والتليفزيون العدد/3934
7 أغسطس 2010

نقلت لكم هذه المقالة لأنى رأيت بها معلومات هامه نجهلها عن تاريخنا الفرعونى الرائع.

شكرا لكم
منال رأفت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكل من ترك تعليقا

إبحث فى الويب مع جوجل

Custom Search

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

التسجيل

ادخل بريدك الإلكترونى و احصل على احدث المواضيع:

Delivered by FeedBurner